متى سيعقل الحوثي مثلاً ؟ هذا التشبث الاصطفائي المأزوم غلط ومطلسم ومضحك ويتسع في إثارته للاشمئزاز الاجتماعي. هذا المرض المهيمن ليس أهلاً للديمقراطية. إنه يضع من يزعمون المواطنة في مختبر للواقع. إنه يتجاوز إرادة السلام. إنه مفهوم بدائي بائد وغير عصري. كما يجعل المسافة الفاصلة تتضاءل بين الممكن واللامعقول. بالمقابل متى سيعقل الزنداني والحجوري مثلاً ؟ هذا التصور الكلاسيكي للدين عبر فتاوى لاتمنح الإشراق للروح بقدر ما تثخنها بالعتمة المعرفية والإنسانية يمثّل بشاعة للاستغلال الديني وتهييجاً للعنف ولبؤس التخلف واللاتمدن. هذا الاغتيال للعقل. هذا الوعي الجارح للمنطق. إنه تدليل للماضي. إنه الوقوع في المأزق ذاته الذي يرفضه الدين أصلاً. تلك الأزمة العميقة المعقدة بسبب سطحية النظر إلى الدين.
يحث الدين على أن التطور الإنساني هو الأرضية المشتركة بين الجميع.. يحث على عدم التعصب وعلى وضع حد للاستغلال الديني، وإنعاش التسامح والتفوق الوطني.. يحث على التفكير بموضوعية إنسانية، على عدم اتساع الهوة بين المواطنين، وعلى التعاون والثقة والأمل.. لا على العجرفة والتطرف والتيئيس وتغذية الجهل وثقافة الموت.
يقول تيودور أدورنو : ليست الحرية أن تختار بين الأسود والأبيض ، بل أن تبتعد عن الاختيارات المحددة مسبقاً! [email protected]