في أحايين كثيرة ينتاب الإنسان شعور بالإحباط الكبير، والذي ربما لا يفارقه أو ينفك عنه أبداً، جراء ما يحدث أو يعتمل في هذا الواقع من أمور غير طبيعية للبته.. نتيجة لما يكتنف أوضاعنا حالياً من اعتوارات عديدة في شتى مناحي الحياة، ودون أن تكون هنالك معالجات آنية سريعة من قبل الدولة والحكومة في آنٍ معاً لكي تقوما بتلافي مثل تلك الإشكالات والتي دائماً ما تكون سبباً في خلق نزوع أو شعور بالإحباط لدى العامة بشكل مغاير وغير مرضٍ لما كان ينبغي أن تكون عليه الأحوال، لأن بقاء الأوضاع بهذه الطريقة يجعل الأمور ملخبطة، وتظهر الحياة بصورة أخرى سلبية، وقاتمة إن لم تكن أكثر ضبابية، ودون معرفة لمعالم مسارها، والذي ربما يقود الناس في نهاية المطاف إلى عدم الرضا بما هو قائم.. ولذلك لابد أن تكون هناك نظرة ثابتة، لما يستوجب التعاطي معها، وبصورة جلية وخاصة من حيث إعادة النظر في أمور كثيرة حتى يتم تجاوزها والتغلب عليها بدلاً من التوقف أو الإذعان لها بسبب أو بآخر.. حيث يؤدي ذلك إلى انعكاسات سلبية على مستوى المجتمع برمته، لأننا كلما حاولنا أن نتفاءل خيراً تداهمنا الكثير من الأهوال الكبيرة والتي لا نقدر على حملها حقاً، لاسيما في مثل ظروفنا التي نعيشها في هذا الواقع المليء بعاهاته، وإشكالاته العديدة والتي لن تنتهي عنا مادام وهنالك من يتربص بهذا الوطن، ويعمل على إعاقة مساره الوطني التغييري، وبالذات في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة والتي تتطلب تضافر الجهود من كل القوى الخيرة، بما فيها السياسية والمجتمعية وغيرها على التماسك، ورص الصفوف في بوتقة واحدة، والعمل على درء الأخطار المحدقة بهذا الوطن الطيب، والذي يفترض الحفاظ عليه والابتعاد عن خلافاته لأنه إذا ما انهار ستعم الكارثة على الجميع وليس على فئة دون أخرى، ولذلك ينبغي على الكل في هذا البلد التعاطي مع الأوضاع الراهنة بروح من المسئولية الوطنية والتاريخية حتى تستقيم أمور الحياة فيه بالشكل المطلوب، ويعيش الناس في هدوء واستقرار وأمن وأمان، لأن ما يحدث اليوم حقاً أمر لا يسر ولا يعطي الأمل المأمول الذي ينتظره كل مواطن في هذا الوطن والذي لازال يعاني جراحاته المثخنة بسبب ما مر به من أوضاع مكدرة كادت أن تعصف به دون رجعة لولا لطف الله عليه، فيما لا تزال الأوضاع على ذاك النحو الشائك.. أملنا كبير بمخرجات مؤتمر الحوار الوطني والذي سينهي أعماله قريباً والذي سيكون له الأثر الكبير على مستوى الواقع الاجتماعي، وخاصة من حيث وقوفه أمام كافة القضايا العالقة في الوطن والعمل على معالجتها بما يحقق مصالح هذا المجتمع في إطار وحدته الوطنية، وبناء دولته الحديثة القائمة على العدل والحرية والمواطنة المتساوية، دون إقصاء لأحد باعتبار اليمن فوق كل المصالح الأخرى.