رغم إن مدينة تعز تعاني من إشكالات عديدة على مستوى واقعها الراهن ولم تزل مؤثرة عليها وعلى حياة الناس حتى اللحظة سواءً ما يتعلق منها بجانب المياه أو الكهرباء، فضلاً عن الجانب الأمني وحدّث في هذا ولا حرج، وغيرها إلا أن الأنكأ من هذا كله هو أن المدينة بشكل عام أضحت تعاني أيضاً من مشكلة أخرى وهي مشكلة القمامة والأوساخ فيها والتي أخذت بعداً آخر لا نعرف عنه ماهو السبب لذلك؟ وكأن أبناءها لا يحق لهم العيش بهدوء واستقرار وبطريقة مدنية راقية وبعيداً عن ذلك العبث المتعمد والمتمثل بتراكم القمامة والمخلفات في شوارعها وأحيائها وحاراتها، وهذا ما هو ماثل للعيان اليوم فيما الجهات المعنية تغط في نوم عميق وكأن الأمر لا يخصها لا من قريب ولا من بعيد، بينما هي من اختصاصها وعليها تقع المسئولية إلى جانب المجالس المحلية في المديريات باعتبارها هي الأخرى مسئولة عن ذلك وعليها أن تحث عمال النظافة على القيام بعملهم ورفع القمائم بصورة مستمرة ويومية، أكان في الشوارع الرئيسية أو الخلفية منها أو الأحياء أو الحارات مهما كان الأمر وبالتنسيق مع مشروع النظافة الذي بدأنا نلمس جهوده مؤخراً، فضلاً عن عقّال الحارات وكذا المواطنين وأصحاب المطاعم والمحلات باعتبار النظافة مسئولية مجتمعية وينبغي التعاطي معها بروح من المسئولية والاستشعار الكبيرين جراء ما تعانيه مدينتهم التي يفترض من الجهات المختصة إيلاء كل الرعاية والاهتمام بها، إنها تستحق كل ذلك لكونها مدينة العلم والثقافة والحضارة والمدنية وهي اليوم العاصمة الثقافية لليمن.. فلماذا تُعاقب بهذه الصورة غير اللائقة بها؟، فإذا كان حالها سيظل كما هو فنقرأ على الدنيا السلام، لأن من يعنيهم الأمر لم يروا القمائم والأوساخ أمامهم، بدليل أن بعض الحارات إن ظلت ليومين فقط تصبح شوارعها مليئة بالقمامة، ناهيك عن طفح البيارات ومنها حارة المناخ بالحصب وقس على ذلك الحارات الأخرى. فهل هناك من استجابة وصحوة لدى الجهات المعنية في هذه المحافظة ومواطنيها المغلوبين على أمرهم منذ فترة طويلة أم إنها خارج نطاق الجغرافية اليمنية؟.