ازدادت في الأيام الأخيرة الشكوى من الإصابة بحمى الضنك والملاريا بشكل كبير في مديريات مدينة تعز وخصوصاً الأحياء التي تعاني من مشكلة طفح مجاري الصرف الصحي وعدم وجود تصريف لمياه الأمطار الأمر الذي يجعل من طفح مجاري الصرف الصحي وبقايا مياه الأمطار الراكدة عبارة عن مستنقعات تتكاثر فيها البعوض والحشرات الضارة المسببة لحمى الضنك والملاريا، وتعد الأحياء الغربية لمدينة تعز الواقعة في نطاق مديرية المظفر من أكثر الأحياء تضرراً من طفح مجاري الصرف الصحي وتجمعات المياه الراكدة، ولذلك فإن عدد الحالات المصابة بحمى الضنك والملاريا في هذه الأحياء يفوق كثيراً عدد المصابين في الأحياء الأخرى من مدينة تعز ،حيث إن الحالات المصابة بحمى الضنك وصلت إلى «140» حالة حتى الأسبوع المنصرم والعدد مرشح للزيادة خلال الأيام القادمة.. رأي قامت بمتابعة هذه القضية، وخرجت بالحصيلة التالية: غالب عبده محمد الشيباني، موظف في شركة الشيباني، قال: نعيش في قلق ونكد نتيجة بحيرات مياه المجاري والتي تتسبب في انتشار البعوض، والحشرات الزاحفة والطائرة وبعض الأسر أصيب كل أفرادها بحمى الملاريا وأي شخص يأتي إلى منطقتنا والمسماة الحصب الأسفل الشرقي سيرى بالعين المجردة هول المأساة التي نعايشها ليلاً ونهاراً؛ نتيجة تدفق مياه المجاري إلى منطقتنا التي تأتي من البيوت، والفنادق، والمستشفيات، والمعامل وأماكن تنظيف السيارات فيما يعرف بالسرويس، وكذلك مدينة النور، وأضاف: شكونا إلى الجهات المعنية أكثر من مرة، ولم يتم عمل أي شيء وأطالبهم بسرعة التحرك لرفع الضرر الواقع علينا وعلى أطفالنا. هزاع غالب عبد المجيد الشرعبي، مواطن، قال: المنطقة التي نقيم فيها هي منطقة ذات كثافة سكانية كبيرة ،وأصبحت المنطقة المحيطة بنا عبارة عن بحيرات وبرك من مياه المجاري ونحن نتعايش مع الروائح الكريهة وأسراب البعوض الناقل لمرض حمى الملاريا ، وكذلك الذباب وغيرها من الحشرات الزاحفة .. لدرجة أن الكثير من أطفالنا قد ظهرت عليهم بوادر مرض الحكة الشديدة «الجرب» ولذا نطالب الجهات المسئولة في المديرية وقيادة المحافظة بإغاثتنا وعمل حلول عاجلة لمأساتنا وأسرنا. محسن علي محسن قال: أوضاعنا مأساة حقيقية نعيشها في كل لحظة ليلاً ونهاراً، من كثرة الذباب والبعوض وتصاعد الروائح الكريهة ،من مخلفات مياه المجاري وما ينتج عنها من مستنقعات وبحيرات وبرك ولا توجد أسرة إلا وبعض أفرادها مصابين بحمى الملاريا، أو بمرض الحكة الشديدة «الجرب»، ونطالب الجهات المختصة بحلول عملية أولها أن تنزل فرق الرش لقتل البعوض، والتي لم نشاهدها منذ خمس سنوات فهل منطقتنا أصبحت منطقة منسية؟ كما نطالب مشروع النظافة برفع القمامة أولاً بأول، فكما تلاحظون البراميل مملوءة بالقمامة وكذلك المنطقة المجاورة لها؛ لأن المشروع لا يقوم برفع القمامة في الوقت المناسب، وهذا له مضار صحية ونفسية في تجمع الكلاب والقطط حولها ونباحها طوال الليل، وقد نضطر أحياناً إلى إحراق القمامة ،وتتعالى سحب الدخان ولكن نقول: ما باليد حيلة وضرر أخف من ضرر. ولمعرفة دور السلطة المحلية في مديرية المظفر التقينا الأخ منصور قائد خالد المخلافي الأمين العام للمجلس المحلي بالمديرية والذي طرحنا عليه شكاوى ومعاناة المواطنين في الأحياء التي تعاني من مشكلة طفح مجاري الصرف الصحي وخصوصاً في منطقة السلام بحي بيرباشا والتي فيها بحيرة كبيرة تصب فيها مخلفات مصنع المشروبات الغازية بالحصب فأوضح قائلاً: أولاً نشكر صحيفة «رأي» على اهتمامها بالقضايا العامة التي تهم المواطنين، وفيما يخص مياه الصرف الصحي الخاصة بمصنع المشروبات الغازية بالحصب والتي تصب في خزان مكشوف في الوادي خلف «الناشري» هذه القضية قد تم عمل ملف لها وهناك متابعة للموضوع من قبل إدارة الأشغال بالمديرية وصحة البيئة وحالياً بعد تنفيذ شارع ال«40» الممتد من جبل الزهور وحتى الحصب تم توقيف التسريب إلى هذه المنطقة، غير أن المواطنين حالياً يشكون من التسربات التي مصدرها مستشفى تعز للعظام ومحل تنظيف السيارات «السرويس» المجاور للناشري، والمنازل، أما مدينة النور فلا يوجد تسرب فيها إلى هذا الوادي، وهذه المصادر المذكورة والتي ليس لها شبكة خاصة بالمجاري مرتبطة ببيارات أهلية، وتفيض في بعض الأحيان وتتسرب في اتجاه منازل المواطنين، وقد ألزمنا الأهالي المعنيين بعمل بيارات مؤقتة خاصة بهم؛ لأن مشروع مجاري المنطقة الغربية قيد التنفيذ، وهو في المرحلة الأولى والذي تنفذه شركة التويتي، وقد تم التمديد لهذه المنطقة من منطقة بازرعة بموازاة خط الثلاثين حتى حارة المشارب والحارة التي خلف الناشري، والمسألة هي مسألة وقت فقط من ستة أشهر إلى سبعة أشهر، والشركة بدأت الآن بعمل المحطة وبعدها سيتم التمديد للمواطنين، وما نرجوه من الأخوة المواطنين الذين لهم بيارات في المنطقة أن يقوموا بشفطها، وبالتالي التعاون معنا حتى لا يتعاظم الضرر على جيرانهم من المواطنين في المنطقة المذكورة.. هل قمتم بزيارة المنطقة المتضررة من مياه المجاري في الفترة الحالية؟ - نعم قمت بزيارة المنطقة ووجدت فيها بحيرات لمياه راكدة وآسنة وخاصة في هذه الأيام مع توالي هطول الأمطار الغزيرة ،وسنقوم بالتخاطب مع مكتب الأشغال بالمحافظة ومشروع النظافة على أساس شفط هذه المياه وكذلك القيام بعملية رش المبيدات الخاصة بالبعوض ،وقد أخذت وعداً من الأخ مدير مشروع النظافة أنه بعد ثلاثة أيام من انتهاء إجازة العيد سيقوم ببدء عملية الرش للمبيدات الحشرية ليلاً. وحول مشروع شبكة مجاري حي الأشرفية التي أضحت متهالكة وهل سيتم استبدالها بشبكة جديدة تنهي معاناة المواطنين وغيرهم قال: - بالنسبة للأشرفية والمنطقة القديمة في المدينة عموماً فهي تعاني من الشبكة القديمة والمتهالكة ،وقد قامت المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي بعمل دراسة جديدة لشبكة الصرف الصحي في المدينة القديمة وأعلنت المناقصة لمرتين ولا توجد شركة مؤهلة للدخول في هذه المناقصة ،وسيقوم الأخوة في المؤسسة بإنزال المناقصة للمرة الثالثة ، وحالياً عندما تقع مشكلة في الشبكة فإننا نقوم بعمل حلول مؤقتة حتى يتم تغيير الشبكة القديمة ،ونحن نتواصل مع الأخ الدكتور عبد اللطيف المنيفي مدير عام المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي ،وكذلك نتواصل مع الأخ المهندس عبد القادر حاتم وكيل المحافظة لشئون البيئة ،والجميع يبحث عن مقاولين مؤهلين لتنفيذ شبكة المجاري في المدينة القديمة ،وحسب المواصفات حتى نتفادى أي قصور أو خلل قد يؤدي إلى أضرار تمس حياة المواطنين خاصة أن المنطقة المذكورة مزدحمة بالسكان. وعن شكاوى المواطنين من عدم رفع القمامة بصورة مستمرة وخصوصاً في منطقة السلام بحي بيرباشا التي زرناها ولاحظنا أن صناديق القمامة مليئة بالمخلفات أوضح قائلاً: - ترحيل القمامة من اختصاص مشروع النظافة التابع لصندوق النظافة والتحسين بالمحافظة وإذا كان هناك تقصير فاللوم يقع على مشروع النظافة ونحن عندما نتلقى الشكاوى من المواطنين نتصل بالإخوة في مشروع النظافة فيقومون بالتحرك الفوري لرفع المخلفات، ولكن يبدو أن المنطقة ليست داخلة ضمن عمليات الترحيل المباشر والذي هو مخصص للمدينة القديمة وبعض أجزاء النسيرية والاجينات والضربة غير أن مناطق بيرباشا الناشري مدينة النور الحصب البعرارة، فهذه المناطق لم تدخل ضمن الترحيل المباشر للقمامة وهو ما يؤدي أحياناً إلى تكدس القمامة.. وإني أناشد عبر صحيفة «رأي» الأخوة في مشروع النظافة إلى إعادة النظر في عملية الترحيل في هذه المنطقة الغربية المتمثلة بالمركز «و» في الدائرة «30» وهي منطقة كبيرة تساوي 1/3 مساحة المديرية فكونتيرة واحدة لترحيل القمامة لا تكفي، وقد تكون عرضة للأعطال، ولذا لابد من تخصيص كونتيرة ثانية تساعد على رفع القمامة أولاً بأول. وسألناه عن أبرز الأمراض الطارئة في مديرية المظفر وعدد الحالات المصابة أوضح قائلاً: - لدينا العديد من الإصابات بحمى الملاريا، وحمى الضنك في المديرية والمدينة ونعمل على التخفيف من الإصابات بها من خلال التوعية والمعالجات، أما عدد الإصابات بحمى الضنك فقد بلغ 140 حالة، ولمواجهة تفاقم الوضع فقد بدأنا بعملية الرش في رمضان، ولكنها لم تكن كافية وسنبدأ في الأيام القادمة بعملية الرش مرة أخرى. وللعلم فإن حمى الضنك ليس لها علاقة بالمجاري الطافحة ،والمياه التي تتجمع في بحيرات وبرك ومستنقعات، لأن البعوض الخاص بحمى الضنك يعيش في المياه النقية العذبة الراكدة، والتي تتكون عقب هطول الأمطار، فيبقى منها في الأواني المكشوفة أو الإطارات أو براميل المياه غير المغطاة، وحمى الضنك ليست مخيفة بالقدر الذي يصيب الناس بالهلع، فحمى الملاريا أعظم ضرراً منها، ونصيحتي للإخوة المواطنين التخلص من المياه الراكدة داخل العلب وفي أحواش منازلهم إن وجدت وكذلك تغطية الخزانات الخاصة بالمياه إن كانت مكشوفة ،وحمى الضنك علاجها بسيط ويتكون من برمول أو آمول وفيتامين «سي» وسوائل. كما أنبه الإخوة المواطنين إلى عدم رمي القمامة بجانب البراميل، وترك البراميل فارغة من الداخل وكذلك عدم الاعتماد على الأطفال في التخلص من القمامة والذين قد يرمونها بجانب برميل القمامة أو في أي مكان.. كما التقينا الأخ طارق علي عبد الله ،رئيس لجنة الخدمات بالمجلس المحلي في المديرية والذي أوضح أن الإصابة بحمى الضنك تتركز في أحياء صينة ووادي المعسل وبيرباشا والمطار القديم والنسيرية والضربة والسواني ولابد من اتخاذ إجراءات سليمة لمواجهتها وعمل إحصاءات دقيقة وتوعية المواطنين بأعراض حمى الضنك وكيفية الوقاية منها، وقد تلقينا بلاغات من بعض أعضاء المجلس المحلي في نطاق المديرية عن الحالات التي تم تبليغهم بها ،وهذه المواضيع تم أدراجها ومناقشتها في الاجتماع الفائت لأعضاء المجلس المحلي في المديرية ،وطالبنا بضرورة وجود مختبر مركزي على مستوى المحافظة يستقبل مثل هذه الحالات الناتجة عن الأمراض والأوبئة الطارئة أو الواردة.