نتابع هذه الأيام عبر وسائل الإعلام لغة مليئة بالحقد والكراهية والتشكيك والدجل السياسي تحت يافطات مفضوحة الغرض منها عرقلة مخرجات الحوار وتمزيق النسيج الوطني، وإثارة النعرات القبلية، وجر الآخرين إلى حلبة الصراع والفوضى، وهي لغة تمثّل شكلاً من أشكال السقوط الفكري والأخلاقي. بالرغم من الخطوات الواثقة والنتائج الملموسة التي تتحقّق كل يوم على أرض الواقع وتلقى قبولاً وتفاعلاً من الشارع بكل أطيافه؛ إلا أن هناك بعض المهووسين لايزالون يسعون جاهدين إلى إفشال أية نتائج على الأرض من خلال افتعال الأزمات وعرقلة حركة سير المخرجات التي اتفق عليها الجميع بمن فيهم هؤلاء المتردّدون وأصحاب المصالح الخاصة. يجب أن يدرك الجميع أن الاستجابة لمصالح ورغبات وتطلُّعات الشعب اليمني، والعمل على تحقيق شراكة بين جميع القوى والأطراف أهم بكثير من الرغبات الضيّقة التي تسعى إلى تفتيت الوطن والعودة به إلى أتون الصراعات المقيتة. إن ممارسة القوة والعنف، ومحاولة إرباك الموقف من خلال افتعال الأزمات؛ لا يتيح تعاطفاً جماهيرياً مع من يمارسه، ولكنه يعبّر عن جماعة عاجزة عن حوار الآخر ولا تمتلك الحجة والبرهان. يجب أن يدرك هؤلاء أن العنف لا يصنع القناعات عند الناس ولا يفرز تأييداً شعبياً ولا تصل بأصحابها إلى النتائج التي يتمنونها، والكلام هنا موجّه إلى جماعة الحوثي الذين اتجهوا بعد مؤتمر الحوار إلى ممارسة العنف وتهجير الناس من أراضيهم وديارهم؛ فكل هذه الأفعال لا يمكن بأي حال من الأحوال إدخالها في إطار السياسة أو العمل السياسي. ما ننصح به إخواننا الذين لايزالون يحلمون بالماضي أياً كان هؤلاء، هو الدخول في معترك العمل السياسي النزيه، وإقناع الآخر بالحجّة والمنطق بعيداً عن استعمال العنف والتصعيد وخرق الاتفاقيات، فهذه أساليب وضيعه تُسقط معها كل معاني الرجولة والكرامة.