للأسف الشديد من يرقب المشهد اليمني عن كثب، ويتابعه عن قرب سيدرك– نقولها والاسى يلفنا من كل مكان- حقيقة مفادها، أن من القوى من كان متوثبا لا أقول لأن يركب موجة الثورة، فليس من العدل والإنصاف قول ذلك نظراً لأن مثل هذه القوى رأيناها في الساحات جنباً إلى جنب مع الثوار، لكنها كانت تبيت نية سيئة، وكان لها عين تطرف من خلال تلك الأطماع الضيقة، والمشاريع الصغيرة التي لم تعد تخفى على كل عاقل، أو تنطلي على الشعب اليمني الذي أصبح يدرك أن هناك من يتربص بالوطن عبر تحفزه لإسقاط مثل هذه المشاريع على أرض الواقع منتظرة ساعة البدء المناسبة لإعلان ذلك. الغريب في الأمر أن مثل هذه القوى تنطلق في “نضالها” المشبوه من قاعدة أن أمريكا تنتهك سيادة الدول، وتسعى لفرض مشروعها من خلال هذه اليافطة التي جعلتها شماعة لكل ممارساتها الرامية لفرض سياسة الأمر الواقع على جزء من هذا الوطن المنهك الذي لم يعد يتحمل مثل هذه الممارسات، وباعتقادي أن فداحة ما يمارسه هؤلاء تكمن في إيثارهم مصلحة مشروعهم على مصلحة هذا الوطن المتعب، وكأن الذي فيه لا يكفيه، في ممارسة تعيد للأذهان ممارسة الأفاعي المتحفزة التي لا تتورع من الانقضاض على فريستها مهما كانت منهكة أو متعبة. إن على القوى الحية في الوطن من الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني أن تعمل جاهدة لتفويت مثل هذه الفرص- التي تهيأ جزء كبير منها- لمن يتربصون بالوطن، حتى لا يأتي علينا يوم نلعن فيه ذلك اليوم الذي قررنا فيه الخروج للشوارع لإسقاط نظام عاث في البلاد فساداً لعشرات السنين لنجد أنفسنا في براثن نظام آخر لا يقل عن سابقه، لقد حان وقت العمل الجاد الذي يجب أن يمارس بالتوازي مع قوة ضاربة تفرض على أرض الواقع ما توافق عليه اليمنيون من مخرجات الحوار. إننا أمام مرحلة تاريخية ومفصلية في تاريخ الشعب اليمني إما يكون فيه أو لا يكون، والأيام – نتمنى أن تكون حبلى بكل جميل.