في اللحظات الوطنية الحرجة يتوجّب على الجميع التكاتف من أجل تجاوزها، فحيث هنالك ساسة يلعبون في الوقت الضائع؛ هنالك من يضيعون في الوقت اللاعب للأسف، على أننا ضد روح التجزئة الوطنية، وفي ذات الوقت مع تفعيل الوعي العميق بتعقيدات الواقع، إذ لا جدوى سوى الاصطفاف وراء الأولويات الراهنة. والحاصل هو أن هنالك مهام يجب القيام بها وأخرى ينبغي القيام بها، فيما ليس من المعقول تشتيت الجهود لإجهاض ما تراكم؛ ولو أن هذا المتراكم ليس هو المأمول بالطبع. علينا إذاً أن نناهض كل المتهورين، والشاهد أننا كلنا مترقبون ومتوترون وحالمون ، فيما الأجدى تماسك بنية الدولة ولو كانت هشة، والتفريق بين المشاريع الوطنية واللا وطنية. ولقد حان الوقت لأخذ مسافة معتبرة من ورثة الخراب الموهوبين في الصراخ اللا موضوعي تأجيجاً لمشاعر محدودي المسؤولية والرؤيا، ولنكن أقوياء بحفاظنا على روح المسؤولية. فالمعروف أن النزعات المذهبية أو المناطقية المتطرّفة تبقى هي الخطر الأكبر بالتأكيد، ثم إن ضغطاً معيشياً ونفسياً رهيباً عاناه اليمنيون الكادحون طوال ثلاث سنوات حتى صارت عملية إعادة الاستقرار إلى البلاد مهمة إنسانية طارئة وملحّة. [email protected]