تحتّم على كل القوى الوطنية أن تقف أمام الاستهداف المغلّف بغلاف ظاهره الرحمة وباطنه العذاب، وأن على المفكرين الاستراتيجيين اليمنيين أن يقفوا وقفة تحليلية عميقة أمام القرار الأممي الأخير الذي وضع اليمن تحت الفصل السابع من الميثاق الأممي ليجيبوا بأمانة ومسئولية وطنية ودينية وإنسانية على جملة التساؤلات التي تُثار اليوم وهي أسئلة من حق كل وطني غيور ومن حق كل الأحرار أن يطرحوها وبشفافية مطلقة ومنها: هل الحالة اليمنية التي وصلت إلى التسوية السياسية السلمية وأنجزت الحوار الوطني الشامل بحاجة إلى وضعها تحت طائلة الفصل السابع من الميثاق الأممي؟. إن القراءة المتأنية لمواد الفصل السابع رقم 41، 42 و43 بعين الحريص على الوطن سيجد أنها تفرض الحصار بكل أشكاله على شعب الدولة المستهدفة لتدمير الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وتهجير أفراد وجماعات الشعب المستهدف وإنهاء قواته المسلحة ،ومن أجل ذلك لاينبغي أن تكون القراءة بناءً على الرغبة الشخصية مطلقاً وإنما بناءً على الموضوعية والحرص على تجنيب البلاد الوقوع تحت طائلة مواد البند السابع. إننا ندرك بأن القوى الطامعة في تقسيم الموقع الجغرافي الاستراتيجي لليمن لايمكن أن تغامر بإرسال قوات احتلال بشري سريع إلى اليمن لأنها تدرك بأن العنصر البشري الموزع في كل الرقعة الجغرافية في اليمن من الصعب القضاء عليه، ولذلك هي تفكر في كيفية القضاء على القوة البشرية الهائلة في اليمن من خلال التجويع والتهجير للعنصر البشري ليسهل عليها بعد ذلك احتلاله مباشرة، ولكم في قصة احتلال الأحباش والروم لليمن مايغني عن التنبؤ بما تخطط له القوى الاستعمارية عبر التاريخ ولايجوز أن نركن إلى التحليلات القائمة على رغبة الانتقام. إن الجميع مُطالب بالتأمل والتحليل والتبصّر بعين الأمانة في هذا الاتجاه الخطير لحساب الفواجع القادمة إذا لم يتنبّه اليمنيون الأحرار لخطورة الفصل السابع ويعملون على التعامل معه بحذر شديد ويصرون على تقوية الاصطفاف الوطني والإقلاع عن المهاترات والمناكفات والعمل على حماية الدولة اليمنية ومنع العدوان عليها بإذن الله.