«القرم» شبه جزيرة تابعة لجمهورية أوكرانيا وتعني كلمة القرم «القلعة» بلغة التتار وهم قبائل من الترك سكنوا المنطقة قروناً. وقد خضعت القرم لحكم الخلافة العثمانية ودخلها الإسلام وانتشر فيها سريعاً منذ بداية القرن السادس عشر وصارت ولاية إسلامية تابعة لها. حكمها المسلمون قروناً حتى استولى عليها الشيوعيون الروس . كان الروس يدفعون «الجزية» للمسلمين الذين يحكمون شبه جزيرة القرم، وذلك لعدة قرون حتى ضعفت الخلافة الإسلامية «العثمانية». بعدها نجح الروس في الاستيلاء على شبه جزيرة القرم ولا تسأل عن ما فعلوه من ذبح وتدمير! عندما دخل الروس القرم مارسوا أبشع أنواع القتل والتعذيب في المسلمين وقتلوا أكثر من200 ألف في عام واحد، وتم تشريد أكثر من مليون إنسان في شتى أنحاء المعمورة مارست روسيا شتى أنواع القهر والتعذيب ضد المسلمين في القرم وصادرت الأراضي ودمرت المساجد وكان الناس يفتنون في دينهم في بدايات القرن العشرين عاد الكثير من المسلمين وحاولوا استرجاع قوتهم وأعلنوا عن حكومة لهم لكن الشيوعيين قتلوهم شر قتلة. أراد «ستالين» إنشاء كيان يهودي في القرم عام 1928 فثار المسلمون بقيادة أئمة المساجد والمثقفين فأعدم ستالين حوالى 4000 منهم!! واستمر الشيوعيون بقتلهم، فتناقص عدد المسلمين من عدة ملايين إلى 850 ألفاً عام 1941! في الحرب العالمية الثانية اتهم «ستالين» المسلمين في القرم بتعاونهم مع الألمان بالرغم من تجنيد الكثير من أبنائهم قسراً! بعد الحرب العالمية الثانية وهزيمة الألمان تم إعدام الكثير من المسلمين في القرم وتم تهجير مئات الألوف ممن تبقى منهم، وصاروا أقلية فيها. عدد سكانها اليوم يقارب 2.5 مليون نسمة وعدد المسلمين فيها بين 450 إلى 500 ألف وذلك بسبب ما لحقهم من تهجير وقتل.. وأصبح المسلمون فيها اليوم أقلية مستضعفة، فقراء لا حيلة لهم بسبب تخاذل المسلمين!! تتمتع القرم بموقع استراتيجي مهم وفيها ثروات طبيعية «بترول، غاز، فحم، معادن» من أجل ذلك يتصارع الروس والأمريكان اليوم عليها.