كان إسم وصورة وزير الداخلية الجديد اللواء الركن عبده حسين الترب هو الأكثر جدلاً بين الناس من مختلف أطيافهم السياسية ومناطقهم اليمنية وقد حظيت صورة العقيد عبده حسين الترب التي نشرها ناشطون في مواقع التواصل الإجتماعي «فيس بوك ،تويتر، واتس أب ،وغيرها» على الأنترنت بأكثر التعليقات والكتابات كونها التقطت له وهو في ساحة التغيير بصنعاء يلبس فوق بدلته العسكرية شعار«مشروع شهيد» بعد انضمامه إلى الثورة الشبابية الشعبية السلمية و اختياره من قبل الضباط والجنود الأحرار المنضمين للثورة قائداً لهم بحسب العديد من المواقع الإخبارية والتعليقات. وقد اختلف اصحاب التعليقات المكتوبة المنشورة في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي على شبكة الأنترنت حول تلك الصورة، فهناك من انتقدها ووصف صاحبها بأوصاف تعكس وجهة نظره وموقفه من الثورة الشبابية وأهدافها وأساليب نضالها خاصة «مشروع شهيد» ومنهم من أثنى عليها وأفاض في أوصافها خاصة وأن صاحبها «الترب» ضابط برتبة عسكرية كبيرة كان يمكن أن يعلن انضمامه إلى ثورة الشباب ولا يلبس شعار «مشروع شهيد» ويتصرف مثل غيره من كبا ر الضباط الذين انضموا إلى الثورة الشبابية. وبقراءة بسيطة لمضمون الصورة وما تعبّر عنه فإن الضابط صاحب الرتبة الكبيرة الذي انضم إلى الثورة الشبابية «العقيد عبده حسين الترب» قد اختار أن يكون مع الثوار والثائرات في الميدان وعبّر عن إيمانه بكل أهداف الثورة، فشارك في مسيراتها وفعالياتها المختلفة وتقدم الصفوف كقائد للضباط الأحرار الذين أيدوا الثورة وانضموا إليها و لبسه شعار مشروع شهيد كان إعلاناً منه بأنه مستعد للشهادة وتقديم روحه رخيصة من أجل التغيير وبناء اليمن الجديد. والآن وقد أصبح صاحب الصورة والموقف وزيراً للداخلية فإن الناس يترقبون تصريحاته وسيرصدون مواقفه وأفعاله بدقة أكثر من غيره انطلاقاً من أن الإنسان موقف، فمن كان موقفه ذلك الذي اتخذه أن يصبح وزيراً للداخلية بإعلان وقوفه مع التغيير واليمن الجديد واستعداده للشهادة من أجل التغيير فلم ولن يقبل منه أبناء الشعب أقل من ذلك الموقف وهو وزير للداخلية. وقد جاء أول تصريح صحفي نقلته المواقع الإخبارية عن الوزير الجديد للداخلية حول تحيته لضباط وأفراد الشرطة النسائية بمناسبة 8 مارس عيد المرأة العالمي مبشّراً ويكشف عن تفكير سليم وطموح يتناسب والمتغيرات التي تشهدها اليمن خاصة فيما يتعلق بالحكم الرشيد والموقف من عمل المرأة ومساواتها بأخيها الرجل. لكن الرائع بل والأروع ما نشرته مواقع التواصل الاجتماعي نقلاً عن تصريحات صحفية في أول مؤتمر صحفي لوزير الداخلية الجديد، اللواء عبده حسين الترب فهذه صفحة «تعز روحي Taiz Spiritual» في الفيس بوك نقلت ما يلي : «سنطبّق القانون على الجميع.. قال وزير الداخلية الجديد اللواء الدكتور عبده حسين الترب: إنه سيعمل بجدية لإرساء القانون, مشيراً إلى أنه لا أحد فوق القانون. وأضاف الترب في مؤتمر صحفي قائلاً: «على الأحزاب السياسية أن ترفع يدها عن الأجهزة الامنية, ولن نكون طرفاً بيد أحد»، وأكد الترب أنه لن يسمح بأية ممارسة حزبية أو طائفية داخل أجهزة الشرطة، مشيراً إلى أنه سيطبق القانون على الجميع سواءً أكانوا أفراداً أو مشائخ أو شخصيات اجتماعية. وتابع قائلاً: «سنقف بحزم في وجه المخرّبين والمتقطعين وكل من يخل بالأمن والقانون والكل سيتعرض للمساءلة القانونية». وقال: «إن الوظائف في وزارة الداخلية لن تكون وفق التقاسم الحزبي, بل ستكون وفق الكفاءات، مؤكداً أن مصفوفة من الإجراءات الأمنية سترونها في المستقبل». الكلام مباشر وصريح وواضح وكما يقول المثل اليمني «الظرف يبان من عنوانه» فالكلام هو عنوان الرجل وملخّص لبرنامجه كوزير داخلية ويعكس موقفه.. نحن سندعو للرجل ربنا معاك أولاًَ - ولن نسكت هنا - بل وكل الشرفاء المخلصين من أبناء الشعب اليمني معاك ثانياً ، فقط اقرن القول بالعمل وعندما لا تستطيع تنفيذ ما تقوله صارح نفسك أولاً والقيادة العسكرية والمدنية للبلاد ثانياً والشعب ثالثاً وقدّم استقالتك المسببة لتنضم إلى قافلة المسئولين اليمنيين الشرفاء الذين سبقوك. فسيضعك أبناء اليمن في قلوبهم وسيحملونك فوق رؤوسهم حتى وإن تم أقصاؤك وتهميشك أو حتى إن قتلوك فسيطبع لك الشرفاء المخلصون من أبناء الشعب صوراً مختلفة سيستقطعون ثمن طباعتها من قوتهم وقوت أولادهم وسيكتبون اسمك في كل مكان في الجدران واللافتات وفي مقدمة رؤوسهم وعلى أجسادهم وسيحفظون صورك في منازلهم وفي ذواكر جوّالاتهم وأجهزة حواسبهم الذكية. وسيعيدون نشرها وكل ما قلته من كلام وأفكار وقفت بها ومن خلالها مع الناس خصوصاً أولئك الغلابى المقهورين بفعل تصرفات مافيات الفساد وعنهجية و«نخيط» العابثين الذين يتحدّون النظام والقانون ويستهترون به والقطط السمان ناهبو أموال الشعب وسارقوا «اللقمة» من أفواه الفقراء الجياع. الأخ الوزير الجديد للداخلية اللواء «الترب» لقد رأيت شباب وشابات اليمن وهم يفعلون ذلك في ساحة التغيير بصنعاء وكل ساحات التغيير والحرية في عموم الوطن مع كل القادة والزعماء والمسئولين الذين انحازوا للشعب وأعلم أن كل تصريحاتك وتصرفاتك ومواقفك تحت مجهر الشعب فأنت القادم من ساحة التغيير والثورة إلى أهم وزارة في الحكومة، فتذكر دوماً أنك كنت في يوم ما «مشروع شهيد» وبالتالي فابدأ بالقريبين منك في وزارتك ثم بكبار ضباط وقادة الوحدات التي تتبع وزارتك وكبار ضباط اٌقسام الشرطة وضباط ورجال شرطة الدوريات وكل من له علاقة بالأمن والضبط والربط والتعامل مع المواطنين. وأخيراً: متفائلون بك وزيراً للداخلية ستنحاز للشعب والقانون وليس للقبيلة والحزب والمنطقة والأسرة والشلة كما عهدنا كثيراً من المسئولين، فإن عملت بما قلت أو بنسبة كبيرة منه « 50أو60أو70%» فسيخلّدك الشعب في قافلة زعمائه وقادته الشرفاء المحترمين، وإن قلت شيئاً وعملت عكسه فحتى لو سردت للشعب عشرات ومئات المبررات فسيقارن بين موقفك الأول «مشروع شهيد» وبين ما ستقوله وستعمله بعد أن أصبحت وزيراً للداخلية ولن أضيف حرفاً فباقي الكلام عليك وفّقك الله ونحن معك بما نستطيع.