أعتقد أنه لا يمكن أن تصلح أمورنا وأوضاعنا بهذه الصورة التي نحن عليها اليوم بالشكل الملخبط والمقلوب.. إلا متى ما وعى الناس جميعاً صغيراً، وكبيراً مسئولاً ومحكوماً.. وأدركوا مسئولياتهم تجاه هذا الوطن لما من شأنه الارتقاء به إلى مرحلة جديدة من التحولات المتسارعة والتي ينبغي ان تكون مواكبة وملامسة لحياة الناس، وأوضاعهم المعيشية والاقتصادية على مستوى الواقع حتى يشعرون بأنهم مسئولون بالحفاظ على هذا الوطن وأمنه واستقراره.. وصونه من أية اختراقات لكونه مازال يعاني الكثير من الإشكالات في شتى مجالاته الحياتية ويعود ذلك إلى تلك الاعتوارات التي رافقت أو اكتنفت مساره منذ مراحله الماضية وحتى اللحظة وبالتالي أمر كهذا أضحى من الصعب بمكان التغلب أو تجاوز تلك المشكلات العالقة في جسم هذا الوطن مالم تكن هنالك خطوات جادة وفعالة من قبل قوى المجتمع المدني بأطيافه ومكوناته السياسية والاجتماعية والوطنية فضلاً عن الجهات المختصة بالدولة والحكومة معاً وبحيث أن تكون مثل هذه الخطوات ذات أهداف مرسومة وفق خطط وسياسات واضحة وناجعة ومبنية على أسس علمية ممنهجة، بما تعود نتائجها بالنفع على الصالح العام والمجتمع كافة، مع الأخذ بالاعتبار تلك العوامل التي أعاقت إحداث أية تحولات سابقة، بما فيها تنموية، اجتماعية ، اقتصادية، ثقافية، علمية، لأن مسألة كهذه بحاجة إلى إعادة النظر فيها ووضع المعالجات السليمة لها وعلى أن تكون مثل هذه المعالجات مبنية على رؤى ومفاهيم منطقية وموضوعية لكي يتم الأخذ بها والعمل على تنفيذها ولو بصورة أو خطوات تدريجية ودون التلكؤ أو العزوف عنها، وبعيداً عن تلك الشطحات والتي دائماً ما تكون سبباً في إعاقة أو إفشال أية خطوات عملية في أي مجال من المجالات لأن الناس فعلاً سئموا من الكلام ولم يعد هناك ما ينفعهم سوى انتشال أوضاعهم التي يعانونها بصورة مستمرة لأن بقاء الأوضاع الحالية على ذاك النحو الشائك بتعقيداته المتعددة في مختلف الجوانب دون النظر أو إيلاء أمور كهذه حزماً وجدية ربما يفضي في نهاية المطاف إلى تعقيدات أخرى وهذا ما سيزيد الطين بلة ، عن ماهو عليه الآن ولذلك ينبغي من الجميع تحمل مسئولياتهم الوطنية والتاريخية وخاصة في هذه المرحلة الحرجة والعصيبة التي يمر بها الوطن لكي يتم التغلب على ما يعانيه من إشكالات عديدة على مستوى واقعه الراهن وهذا لن يتأتى إلا من خلال تضافر كافة الجهود في بوتقة واحدة من أجل الخروج بهذا الوطن إلى بر الأمان والعمل على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني والتي أعتقد بأنها ستكون الحل الأمثل لكافة القضايا والمشكلات التي نعاني منها في الوقت الحاضر.. ودون ذلك سنظل ندور في حلقة مفرغة من أمرنا ولن نستطيع بعدها التعاطي مع أوضاعنا مهما كان الأمر لأننا سنبقى هكذا نئن ونجترح آلامنا ومشكلاتنا دون أن نفعل شيئاً وهذا ما ستترتب عليه انعكاسات سلبية على حياة الناس في الأخير وهنا سيكون الإشكال الكبير وبالتالي نحن بحاجة إلى إدراك ووعي كبيرين حتى يشعر كل واحد منا بدوره تجاه هذا الوطن ودون ذلك لا يمكن أن تستقيم أمورنا لأن صلاح الحياة.. من صلاح المجتمع.