تتسع حضرموت لكل شيء بما في ذلك الارهابيين ,المحافظة ذات الامتداد الجغرافي الهائل , والمتشعبة على اجزاء جغرافية متباينة لا يمكن لها أن ترصد كل شيء , يتسلل الارهابيون لارتكاب المجازر والمنكرات بعيداً عن رقابة جغرافيا تنقصها الخبرة التاريخية في التعاطي مع عصابات الارهاب ,هيأت حضرموت نفسها كمدينة لاحتضان نغمات صقور الحداء والحمام البرّي , وأشجار الاثل والسيسان ذات الاشكال الخلابة .. لم تحسب للارهاب حساباً قط ! الثلاثاء الفائت كانت مدينة الإثل الجميل على موعد مع مذبحة خارج الحسابات ,الارهابيون الذين ما لبثوا يوزعون الموت في مختلف مديريات المحافظة ويلوذون بالفرار ارتكبوا مذبحة جديدة بتفاصيل أكثر بشاعة وقع ضحيتها عناصر من قوات الأمن المرابطة لحماية الناس , ذهنيتي المشوشة لازالت في طور البحث فيما إن كان ثمة عمل أحقر من هذا : تسديد طعنات غادرة لعناصر هي هنا من أجل حماية الناس . يحق لحضرموت ان تبكي كل هذا الارهاب الذي يضرب في كل شبر من تراب المدينة ,ثم يمضي حاملاً سعادة نفاد شهوة قاتلة , ضحية المذبحة الاخيرة عشرون جندياً ؛ غير ان التاريخ سيوثق مصرع الضمير , والإنسانية .. ومدينة احتاطت لمستقبلها من كل شيء ,خارج حسابات الارهاب والدم ؛ فأخذها الارهابيون غيلة وغدرا ! في ليلة موحشة صنع الارهاب مذبحته , على متن 4 سيارات هيلوكس تقدم أبناء الشيطان با تجاه النقطة الامنية مهجوسين بملاحم التاريخ , حين شرعوا بقنص الجنود كانوا يهتفون « الله اكبر »!. ثمة مذابح تتجلى فيها صورة مغايرة لمشهد المذابح , تقترن الصورة بوحشية خارج سياق المفهوم العام للوحشية ,يمكن ملاحظة الصورة في مذابح إبادة جماعية تستهدف الانسان كغاية مطلقة ,حدثت في حضرموت مذبحة استهدفت الانسان كغاية مطلقة , البزة الأمنية شماعة لتبرير قذارة الجريمة .. مجرد شماعة تبرير لا أكثر ! [email protected]