لسنا بحاجة للقول: إن علينا أن نتجلّد أكثر لقهر هذه الحرب الغاشمة علينا! يحضر الجلد كأكثر الخيارات لياقةً إزاء هذا الموقف؛ وعليه يتوجّب أن نسقط أية خيارات أخرى من أذهاننا مهما بدت متماهية مع حاجتنا المُلحة إلى الخلاص السريع. فوق هذا يمكن لنا ان نؤمن بأن الله لم يعد يرغب في أن نظل مسجونين بزنازين الفقر والموت والتخلُّف والاحتراب ؛ لأنه فقط يمتاز بالعدل والرحمة والرفق وأشياء أخرى ذات خصوصية مطلقة. حتى كلفوت وأشكاله لا يستحقون منّا كل تلك اللعنات رغم كونهم قواداً لشطرمهم من هذه الحرب .. هؤلاء أشقياء ولا يدركون أن ما يرتكبوه مسألة خارجة عن أي سياقات أخلاقية, وأن فظاعة نهايتهم أمر غير قابل للنقاش في نظرمعظم اليمنيين! هُنا يجب التأكيد على مسألة في غاية الأهمية: كلفوت ليس مجرد اسم لقبيلي مبندق معدم الأحاسيس, وإن ظنت نياق صالح أننا نُغفل هذه المسألة فهي غبية وتستحق نهاية أقسى من نهاية ناقة صالح «النبي» الشهيرة. هذا إيحاء حاسم بأن صالح فشل حتى اللحظة في انتزاع اقرارمني بأفضليته قياساً بأداء الحاكمين الجُدد ؛ وإنْ في سياق حنق عابر من هذه العذابات التي تؤرّق حياتنا وتغتال راحتنا كل ساعة وكل يوم. سوف تشتد الحرب على أبراج الكهرباء في قادم الأيام, وبرغم ذلك سأراهن على منطقية فكرة صديقي أبو خليفة رغم كوني لا أؤيدها : على شباب الثورة المسارعة إلى تكريم وزير الكهرباء ؛ لأنهم بهكذا فعل يمكنهم رد السهم إلى صدر صالح, وإشعال الغيظ في روحه المتفحمة بأحقاد الانتقام! سيتساءل البعض عن الحيثيات التي تدفعني إلى توجيه الاتهام مباشرة لصالح بالوقوف خلف مايجري, وسيظن جزء مهم من هؤلاء أن بمقدورهم إفحامي بتساؤل كهذا ؛ لكني برغم ذلك لن أكون بحاجة إلى سَوق أية حيثيات أخرى لاتهام صالح عدا اقتناعي بكونه يجسد صورة جلية لظلاماتنا الدامسة « ماضياً , وحاضراً » ... وربما مستقبل أيضاً!! [email protected] رابط المقال على الفيس بوك