يحتقرون إيجابية غيرهم .. ويستصغرون شرر أوجاع أيّ ذاتٍ غير ذواتهم .. ثم ما يلبثوا أن يصرخوا في زيفٍ واضح : لماذا لا تؤمنوا بأفكارنا الإستثنائيّة ..؟!. يرسمون الكثير من الألواح المستنيرة .. حتى إذا ما سقط جدار الوصلِ أكلوا صحائف أيامهم .. وأقاموا حواجز الخوف في طرق الإستقامة .. ولاذوا بالفرار ساعة رقصة الطين.. يقتاتون كلّ خيبةٍ تشبه دوّامة حضورهم الطارئ .. يبكون في الفراغ .. يضحكون في المعنى .. يرقصون في حضرة الآزفة .. يرتلون ما تيسّر من أوهامهم في كل خطوةٍ لا تمتّ لحقيقة انتمائهم بصلة . «يحسبون كلّ صيحةٍ عليهم» .. «لا يرقبون في مؤمنٍ إلاًّ ولا ذمّة» .. يلمزون أنفسهم كما يتنابزوا بألقاب غيرهم .. «يتّخذون أيمانهم جُنّة» .. «وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلو إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون» «يخفون في أنفسهم ما لا يبدون لك» «يتربصون بكم فإن كان لكم فتح من الله قالوا ألم نكن معكم وإن كان للكافرين نصيب قالوا ألم نستحوذ عليكم ونمنعكم من المؤمنين» ! ثم ماذا ؟ هل أستطيع أن أقول أن السطور أعلاه تخصّ بعض الفئات السياسية أم جُلّها ؟ أم أنها ترصد حالة أغلبية المنتمين للوسط الثقافي والأدبي ؟ أم هما معاً يرسمان اللا شيء .. ويفقدان الشيء الجوهريّ في فضيلة الإنتماء للحياة !.