قال لي أحدهم: أنت متآمر على الشعب, قلت له: أنا جزء من الشعب فهل يُعقل أن أتآمر على نفسي؟. المستبدون والتيارات الإقصائية دائماً يعتبرون أية معارضة أو نقد لهم تآمراً على الوطن والشعب، لذلك عندما تسمعون شخصاً يتهم الآخرين بالتآمر على الشعب والوطن لمجرد الاختلاف معه في الرأي فاعلموا إنه مستبد وإقصائي لا يؤمن بالتعايش والقبول بالآخر، لأنه ينطلق من نظرية المؤامرة التي ليس لها أصل ولا سند، إنما هي نظرية استبدادية ابتدعها المستبدون والحكام الظلمة من أجل الهيمنة والاستحواذ ومصادرة حقوق الشعوب ونهب ثرواتها والقضاء على أية معارضة وطنية قد تقف في طريقهم وقدوتهم في ذلك أستاذهم ومعلمهم الأول زعيمهم فرعون الذي أراد قتل موسى بحجة التآمر كما حكى لنا القرآن الكريم «وقال فرعون ذروني أقتل موسى ويدعو ربه إني أخاف أن يبدل دينكم أو يظهر في الأرض الفساد».. على هذا المنوال سار المستبدون والظلمة وسرّاق مقدرات الشعوب، فكلما ظهر مناضل حر ،شريف، غيور على وطنه يدعو إلى الحرية والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان تخلّصوا منه تحت ذريعة أنه متآمر على الوطن والشعب, فكم من الأحرار والشرفاء المناضلين قُتلوا أو سُجنوا أو تم إسكاتهم ولم يجدوا من يقف معهم، لأن المستبدين أوهموا الشعوب المغلوبة على أمرها عبر وسائلهم المختلفة التي تشبه إلى حد كبير وسائل فرعون في استخدام السحرة إنهم متآمرون على الوطن والشعب. والحقيقة هي معارضة سياسية, لكن المستبدين لا يقبلون ذلك لأنهم يعتبرون أنفسهم هم الشعب والوطن. وهناك شواهد كثيرة تدل على ذلك، أبرزها أن الأنظمة المستبدة التي قامت عليها الثورات الشعبية عام 2011 ومراكز النفود وأصحاب المصالح المرتبطة بها لا تزال تروّج عبر وسائلها المختلفة أن هذه الثورات مجرد مؤامرة غير مدركة أن الشعوب لا يمكن أن تتآمر على نفسها، وأن الاستبداد لا يمكن أن يستمر وإرادة الشعوب من إرادة الله التي لا تُقهر.. فكما أهلك الله زعيم المستبدين فرعون ونجا موسى وأهلك المستبدين سيهلك ما تبقى منهم إن شاء الله. مفردات الاستبداد.. ..صاحب كاريزما.. رجل المرحلة.. القائد الضرورة.. صانع المنجزات.. القائد الفذ.. ليس له بديل.. الزعيم الملهم.. حبيب الجماهير.. هذه بعض الأوصاف التي تُطلق على المستبدين من قبل أبواقهم وحملة المباخر.. من أجل أن يخدعوا بها البسطاء من الناس. صديقي اليساري.. لا أدري كيف تحوّل صديقي اليساري من مناضل عالمي يسير على خطى جيفارا وكارل ماركس ويناهض الطبقية ويدافع عن «البروليتاريا» إلى مناضل سلالي يسير على خطى سيدهم ويدعو إلى حق العائلة والأسرة والطائفة ويدافع عن المليشيات المسلحة التي تريد فرض نفسها بقوة السلاح. رابط المقال على الفيس بوك