الى أين نمضي؟ .. السؤال الصعب هذه الأيام , الجميع يبحث عن اجابة له, بلا جدوى, انه سؤال بلا مرسى, رحلة بدون وجهة. المسؤولون عن ادارة البلاد, ومراكز النفوذ وطرفي المبادرة الخليجية «المؤتمر والمشترك», والزعيم المؤتمري والسيد الحوثي والشيخ الاصلاحي والمثقف النخبوي ووو , كل هؤلاء, هم المعنيون بالإجابة على هذا السؤال, كونهم - كل بحسب موقعه - المعرقلون لمسار الطريق الذي سنمضي فيه جميعاً. خرجنا من حوار وطني, وانتج ذلك الحوار حلولا, ليست كافية ولا ملبية لطموحاتنا, لكنها على الأقل بداية لتشكل الدولة الحديثة التي نأمل جميعا وجودها على خارطة اليمن, من جمّد تلك الحلول،من المستفيد من استمرار تأخر بناء الدولة، من المتضرر من استعادة الأموال المنهوبة، من المنزعج من احتكار الدولة حيازة السلاح الثقيل والمتوسط، من الخائف من صياغة دستور مبني على مبدأ المواطنة المتساوية، من المتوجس من توجه اليمن جدياً لمحاربة الفساد، من الفرح بعدم فرض سيادة القانون والنظام على صعدة وعمران وصنعاء والجوف وحجة وحضرموت والضالع ووووو؟. أسئلة كثيرة بحجم وجع اليمن, لكن الاجابة عليها, هي الطريق لمعرفة الاجابة على سؤال؛ الى أين نمضي؟, أعتقد أنه حان الأوان للقيادة السياسية أن تحزم أمورها باتجاه إنقاذ البلد, بعيداً عن سياسة الترضيات والتوافقات, التي تأتي على حساب المواطن والوطن, هناك جنرالات انتهت صلاحياتهم وكانوا وما زالوا سبباً في تمزيق وانقسام الجيش, و مشائخ مازالوا ينتهكون عرض الوطن وينهبون أمواله, وسياسيون ومثقفون انتهازيون ما زالوا يسوقون للفاسدين والقتلة والمجرمين, وينصبون أنفسهم بجرأة للدفاع عن الجماعات المسلحة, كل هؤلاء يجب أن ينزاحوا عن اليمن القادم, الذي سيكون بدونهم بخير وعافية. لدي احساس كبير أن الجميع في ورطة «الجنرالات والسادة والمشائخ والجيل القديم من القيادات السياسية للأحزاب», ولذلك يعملون على عرقلة بناء الدولة بسوء النية وبحسنها, وسينجو كادحو هذا الشعب وبسطاؤه والثائرون الانقياء والشباب الوطني وكل من لم تتلوث يده بدماء يمنية أو يتورط عقله بالدفاع عن العنف وحركاته, ... سننجو , ولكن فقط علينا التسلح ليس بالبندقية بل بالأمل والعمل معاً. وجزء من هذا العمل , هو التخلي عن طريقة التفكير اللاوطنية التي تحكم بعض تصرفاتنا, وتشابه أحيانا نفس عقليات (الزعيم والسيد, والجنرال والشيخ, والمثقف الانتهازي). [email protected]