قبل سنوات كان هناك حديث عن توجُّه لإنشاء سكة حديد أو سكك حديد كوسيلة مواصلات جديدة وإضافية، وأيضاً توجُّه إقليمي لربط اليمن بسكة حديد تربط دول الخليج العربية وتضم اليمن كامتداد واصل بين السعودية وسلطنة عمان في هذا المشروع. وبصورة أكثر دقّة كان رئيس الهيئة العامة لتنظيم شؤون النقل البري قد أكد في تصريحات صحفية تعود إلى أكتوبر 2012م أنه تم رصد مليار و29 مليون دولار لإنشاء مشروع السكك الحديدية الدولية الذي سيمثّل ثورة في مجال النقل السريع في البلد وسيربط المملكة العربية السعودية مروراً باليمن إلى سلطنة عمان بدءاً من محافظة حجة ومروراً بالشريط الساحلي وصولاً إلى أقصى المناطق الحدودية مع عمان. وبطبيعة الحال فإن شعبنا لم يعرف في تاريخه هذه الوسيلة من المواصلات، ولم يسمع سوى عبارة “فاتكم القطار” التي يردّدها السياسيون اليمنيون في مناكفاتهم..!!. سيكون أمراً رائعاً ومنجزاً رائعاً وجود أكثر من سكة حديد في هذا البلد وليس فقط سكة حديد خليجية تمر عبر اليمن, وكطبيعة منبسطة أو شبه منبسطة هناك إمكانية لسكة حديد تربط العاصمة صنعاءبمأرب ومنها إلى حضرموت وشبوة والمهرة. ما المانع أن يحلم أبناء اليمن بسكة حديد وقطار سريع يربطهم بالعاصمة صنعاء ويربطهم بحضرموت وشبوة والمهرة وأيضاً سكك فرعية تربطهم بجيرانهم في إقليم سبأ سواء في الجوف أم البيضاء..؟!. إذا كان المانع من جانب خارج مأرب؛ فأعتقد أن الإعلام ومعه كل الناشطين على استعداد لتبنّي حملة تجبر الدولة والحكومة على تبنّي الشروع عاجلاً في مشروع سكة حديد من صنعاء إلى مأرب كمرحلة أولى, لكن قبل ذلك يبقى السؤال الأهم: هل لدى أبناء مأرب الأهلية والقدرة على أن يكونوا "بني آدم" في حضرة القطار السريع..؟!. وهل لديهم حد أدنى من الإدراك والوعي أن وجود سكة حديد وقطار سريع يصل مأرب يعني أن أبواب الخير قد فُتحت لهم، وأنه ستحل عليهم ثروة أكبر من النفط وأكبر من فديات المخطوفين وأكبر من عائدات ابتزاز الدولة والحكومة..؟!. من الناحية الواقعية فإن إقرار مشروع سكة حديد تربط مأرب بالعاصمة صنعاء يعد ضرباً من الجنون, لا يمكن أن تسيِّر قطاراً سريعاً من صنعاء إلى مأرب وأنت لا تضمن وصول أول رحلة على الأقل بسلام، لا يمكن أن يمر القطار السريع إلى مأرب إلا حين يكون هناك فعلاً "بنو آدم" يقطنون في الجدعان وآل شبوان وعبيدة وغيرها من مناطق مأرب. [email protected]