الإرهاب وترويع الآمنين يعد نبتة غريبة عن واقعنا اليمني وما نتميز به من أخلاق وأعراف إسلامية حميدة تتأبى دفعنا إلى أتون عمليات إرهابية خاسرة لانجني من خلالها إلا الخسران المبين في الدنيا والآخرة بيد أن ثمة إرهاب محمود وهو الإرهاب الشرعي حال المواجهة العسكرية مع العدو.. قال الله سبحانه وتعالى في محكم الآيات البينات (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبونه به عدو الله وعدوكم) من خلال إعداد وتنظيم عسكري في مساحات الوعي لا من خلال التفجيرات المفخخة أو من خلال عمليات إرهابية أخرى. فالدين الإسلامي الحنيف يمقت الإرهاب بشتى أشكاله وصوره المؤدية إلى إخافة السبيل، وإقلاق السكينة العامة وترويع الآمنين، كما أن الإسلام دين الله الخاتم لايترك الكلام هكذا على عواهنه من خلال إدراج الإرهابيين مدارج النقص والخسران، حيث يدعو ديننا الإسلامي الحنيف إلى ردعهم عن غوايتهم بشتى الأشكال والصور الترغيبية والترهيبية، فهم الذين يتّموا الأطفال، وأرملوا النساء عن طريق عملياتهم الإرهابية التي طالت الأبرياء من أبناء أمتنا اليمنية الواحدة من صفوف القوات المسلحة والأمن، وكوكبة من رجالات المخابرات اليمنية، فاليوم يجري تعقبهم وتطهير بعض المحافظات منهم، حيث تؤكد يوماً بعد يوم على جلدنا وصبرنا الذي لا ينفد أمام مخاطر وكوارث وآثار الإرهاب المدمرة، والتي لم تترك بيتاً إلا ومسته بالنوازل والفواجع، بيد أننا نثبت تفوقاً ملموساً وغير مسبوق في التصدي لهذه الآفة المدمرة، حيث لايمر يوم إلا ومقدرتنا تتأكد في مواجهة الإرهاب والعزم على استئصال شأفته من خلال القضاء المبرم على مختلف خلاياه التي أرهقت الشارع اليمني، وأصابت في مقتل راحتنا وسعادتنا واقتصادنا الوطني الذي بات يتدهور يوماً بعد يوم. ويداهم قلبي المرهف شعور قوي أن الضربات الموجعة لخلايا العنف والإرهاب سوف تؤثر بشكل كبير على النشاط العام، حيث أتوقع أن هذا هو بداية النهاية لخلايا العنف والإرهاب في سبيل تطويقه واستئصاله والقضاء عليه على أنه من الأحرى بمكان أن نشير إلى ضرورة رفع الضائقة المالية والفقر من صفوف الأسر والشباب المعدم الذي يقع فريسة سهلة أمام إغراءات المال ومطالب الحياة التي لاترحم ،إذ يجب على المجتمع الدولي أن يقدم يد العون والمساعدة من أجل إنعاش الاقتصاد الوطني والقضاء المبرم على بؤر وخلايا العنف والإرهاب. ويتملكني إحساس قوي في أن الأمة اليمنية الواحدة إذا اصطفت حول ثوابتها الدينية والوطنية ومناهضتها للعنف والإرهاب حتماً ستتمكن من التغلب على كافة المشاكل التي أضافها الإرهاب إلى الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي حيث يجب أن تتشابك الأيادي وتوحد القلوب والأفئدة لمقت عدو الأمة اللدود المتمثل بالإرهاب الذي يذهب ضحيته الأبرياء من شباب الأمة اليمنية الواحدة الموحدة. وحتى تتعاظم انتصاراتنا المتوالية على الإرهاب المسيطر يجب أن تتوحد الصفوف كما اجتمعت القلوب والأفئدة وكما تشابكت الأيادي، واستئصال الإرهاب من جذوره من خلال الحسم والحزم والإنكار على الجماعات المسلحة الأخرى والتي تمارس إرهاباً من نوع آخر ممزوج بالسياسة فخطرها أنكى من خطر الجماعات الإرهابية، إذ يجب أن تتوحد الصفوف لإنكار الممارسات الرعناء للفصائل المسلحة وإرغامها على تسليم السلاح المتوسط والثقيل للدولة والانخراط في ممارسة العمل السياسي والحزبي من أجل إسعاد الوطن.