القيادة لا تهبط على الرجال من السماء مثل قطرات الندى، الأحداث تصنع الرجال القادة وتنمّي القيادة بالتدريب والخبرة، وكما أن أمواج البحر ترفع الأشياء الثمينة من جوف البحر إلى السطح؛ كذلك الأزمات ترفع الرجال الذين يحتاجهم الناس إلى القمة. «شارل ديجول» كان يرى أن القائد العسكري الذي يرتفع إلى القمّة عن جدارة ينبغي له أن يكون مستعدّاً لمخالفه الأوامر إذا دعت الحاجة إلى ذلك، وأن يكون على استعداد للمغامرة والمواجهة الصعبة. ويرى «تشرشل» أن القائد المغوار إذا وضع في موقف حرج في معركة حربية ودقّ ناقوس الخطر، فمن الحصافة أن يبعث برسالة مفادها أنه سيفعل كل ما هو ممكن. الأحداث التي تمرُّ بها اليمن اليوم أحداث جسيمة وعاصفة لم تتعرّض لها اليمن على مدار تاريخها الحديث، فمن إرهاب «القاعدة» وضرورة مواجهتها واقتلاعها من جسد الوطن مهما كانت التضحيات؛ إلى إرهاب الحركة الحوثية المسلّحة التي تفتعل المناوشات والمواجهات المسلّحة هنا وهناك وسقوط ضحايا أبرياء من اليمنيين بلا سبب وبلا هدف اللهم إلا نشر الفوضى وزعزعة استقرار الوطن وأمنه، وإلى إرهاب الفساد والمتمثّل في قطع الكهرباء والاعتداء على أنابيب النفط التي تعتبر العمود الفقري للاقتصاد الوطني، وإلى إرهاب الإعلام اللا مسؤول والمتمثّل في نشر الأخبار الكاذبة والملفّقة على الناس حتى تبدّد ثقتهم بقائدهم وحكومتهم، وبهدف استثمار ذلك بنشر ثقافة أن الماضي كان أفضل، ولن يصلح حال اليمن إلا بعودة النظام السابق الذي سيصلح كل شيء إذا ما عاد، هذا كله مجتمعاً ينخر في جسم الوطن ما أدّى إلى مضاعفة الأعباء الاقتصادية والاجتماعية والنفسية على الناس، وأصبح المواطن يدفع ثمن ذلك كله. اليمنيون اليوم أكثر من أي وقت مضى يحتاجون إلى تحرُّك سريع لقائدهم الرئيس هادي والذين منحوه ثقتهم وأصواتهم وحمّلوه مسؤولية ما يحصل اليوم، اليمن اليوم بحاجة ماسة إلى أن يعيد الرئيس القائد النظر في أوراقه وأفكاره وأفعاله، وعليه أن يدرك أنه قد قدّم كل الصبر والحلم للإرهاب بكل أنواعه التي ذكرناها سابقاً. خلاصة القول.. لقد بلغ السيل الزبى، ويجب أن نأخذ بنصيحة القائدين العظيمين «ديجول» أو «تشرشل» فقد دقّ ناقوس الخطر، ويجب بعث رسالة مفادها أنك ستعمل كل ما هو ممكن.