اصطفى الله سبحانه وتعالى شهر رمضان المبارك والفضيل من بين أشهر السنة لتأدية ركن عظيم من أركان الإسلام ألا وهو الصيام الطريق إلى تمثل التقوى قال الله سبحانه وتعالى في محكم الآيات البينات (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) هذه التقوى التي عرفها الإمام علي بن أبي طالب بقوله : “هي العمل بالتنزيل والخوف من الجليل، والرضى بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل” فهذه هي الحكمة من الصيام تمثل التقوى في الواقع الحي المعاش في الحركة والسكنة كي تزدان حياتنا بنعم الإيمان والفلاح والسداد فالمؤمن هو من يقدم على الصوم لأن خطاب الله عز وجل في الآية الكريمة لمعشر المؤمنين الذين هم ورغم إيمانهم في مسيس الحاجة إلى التقوى التي هي حكمة الصيام كما ورد سابقاً. لقد درج الناس على استقبال هذا الشهر الفضيل بالاستعداد بشراء متطلباته من الأكل والشرب وربما الكساء والمبالغة في ذلك فينصرف الناس عن القيمة الحقيقية لرمضان وكأننا طيلة العام الهجري لا نأكل ولا نشرب إنما نأكل ونشرب ونلبس في رمضان حيث يجب أن نستعد لهذا الشهر استعداداً روحياً ووجدانياً ونجدد قبله التوبة والندم والحسرة على ما أضعناه طوال العام عاقدين العزم بأن شهر رمضان سيكون شهراً غير عادي في حياتنا اليومية حيث نوطن أنفسنا على المداومة على الصلوات جماعة في المسجد لجميع الفروض والتفاني الشديد في تلاوة القرآن الكريم لأن رمضان هو شهر القرآن الكريم الذي أنزل في ليلة القدر التي ينبغي تحريها في العشر الأواخر من شهر رمضان الفضيل. فرمضان فوز بالجنان، فالصائمون لهم باب من أبواب الجنة الثمانية يسمى باب الريان لا يلج منه إلى الجنة إلا الصائمون كذلك يجب أن يكون هذا الشهر فاتحة خير على الفرد وعلى الأمة العربية والإسلامية من خلال التغيير النفسي المنشود قال تعالى (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) فإلى التغيير النفسي يجب أن نشد الرحال لنجعل من رمضان شهراً للتجديد والتغيير النفسي الفردي والجماعي فالله عز وجل في الحديث القدسي الذي رواه النبي الأعظم عن ربه يقول : (كل عمل ابن آدم له ، إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به).