يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم « الدين النصيحة» ويقول سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه “من رأى منكم في اعوجاجا فليقومه” فيرد عليه احد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلا : «والله لو رأينا فيك اعوجاجا لقومناه بحد سيوفنا« فلم يغضب الفاروق عمر من قوله بل حمد الله ان في أمة محمد عليه الصلاة والسلام من يقوم عمر بحد سيفه ان وجد اعوجاجا ، وهو من هو في الصرامة والصراحة والاستقامة على الجادة ، وليس في قلبه حظ للشيطان فقد قال عنه رسول الله عليه السلام « إذا سلك فجاً سلك الشيطان فجًّا غيره ، هذا العملاق يتقبل النصيحة مهما كانت قاسية ، وكلكم يعرف قولته الشهيرة«أخطأ عمر وأصابت امرأة» فما بالنا اليوم وبعض مسئولينا لا يساوون شعرة في جسم عمر ، إذا وجه لهم نقد أو ملاحظة ينبري المنافقون والدجالون وبائعو الضمير فيسيئون للناقد ويختارون أحط العبارات وأسفه الجمل ضده دفاعا عن الفساد والمفسدين ، ليشتروا بذلك ثمنا قليلا ، مرخصين أنفسهم خوانين لأماناتهم ، غاية منهم أن يرضى عنهم هذا المسئول أو ذاك ، وهذا لا يعني ان كل ناقد كلامه صحيح وأنه لا يخطئ ، ولكن طالما والنقد في حدود الأدب والمنطق السليم حتى ان لم يكن صحيحا مائة في المائة فيجب ان يرحب به وان لا يضاق به ذرعا ، فالتعود على النقد والنصيحة وإنكار المنكر خير من التعود على الصمت والمداهنة ، فليس هناك شخص مهما علا شأنه أكبر من أن يُنْتَقَد وليس هناك شخص مهما صغُر أقل من ان يَنْتَقِدْ ، نرى المنافقين في عالم اليوم اذا رأوا شخصا شجاعا في نقده ونصائحه يسرعون بتشويه موقفه واتهامه بأنه مغرض وانه يستهدف المسئول الفلاني أوالمدير العلاني لأنه حاسدٌ له ويريد أن يكون مكانه ، وبهذا المنطق الرخيص هم يستغفلون عقول الآخرين ، اعتقادا منهم أنهم سينالون رضى من يدافعون عنهم ويفوزون بفتات من العطايا ، إنه لا يسلك هذا المسلك الرخيص الا من لم يقدر نفسه حق قدرها ولم يكرمها بعد أن كرم الله الإنسان ، فهو بذلك أهان نفسه قبل أن يهينه الآخرون ولله در القائل : من يهن يسهل الهوان عليه ..، ما لجرح بميت إيلام . وخلاصة القول ان الله سبحانه وتعالى أثنى على هذه الأمة بالخيرية لأنها تقول الحق أمرًا بمعروف ونهياً عن منكر فإذا فقدت هذه الصفة نزعت منها الخيرية فقال عز من قائل : « كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله » فرغم أن الإيمان بالله هو الأساس إلا أنه سبحانه قدم عليه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لأهميتهما القصوى في بناء الأمم واستقامتها . نسأل الله التوفيق والسداد في القول والعمل ، وكل عام وأنتم والوطن بألف خير. رابط المقال على الفيس بوك