إعادة النظر في عدد من الأمور المتعلقة بأساليب التعليم في المراحل التعليمية الأولى أمر بالغ الأهمية.. فما يحدث في عدد من مدارس التعليم الأساسي الحكومية أو الأهلية وخاصة في المرحلة الأولى والثانية من التعليم الأساسي يشكل خطورة بالغة على مستقبل الأبناء في هذه المراحل العمرية.. ويعتبر عدم التأهيل السليم والكافي للمعلم أهم أسباب الإخفاق في العملية التعليمية، حيث ينعكس سلباً على أدائه مما يؤثر بشكل كبير على المستوى التعليمي للتلاميذ بداية بسوء توصيل المعلومات لهم جراء عدم وجود الخبرة الكافية.. وانتهاء بالتعامل معهم بقسوة واستخدام أساليب العنف الممقوتة ضدهم دون أدنى حرص أو مراعاة لمشاعرهم الإنسانية.. والمشكلة الأخرى التي يواجهها التلاميذ هي صعوبة بعض المناهج الدراسية، وتكليفهم بما يفوق مستوياتهم وإمكانياتهم وما يعجزون عن استيعابه أو إنجازه مما يصيبهم بالإحباط والتعقيد.. وقد يكره التلاميذ التعليم نتيجة لتلك المساوئ أو إحداها بكل تأكيد.. ومن عوامل الإخفاق أيضاً تكدس التلاميذ بأعداد كبيرة في حجرات الدراسة مما يجعل عملية الاستيعاب لدى معظمهم ضعيفة للغاية.. وكما لهذا الأمر أضرار تعليمية له كذلك أضرار صحية.. يضاف إلى ذلك أن هناك عدداً من المعلمين والمعلمات غير الملتزمين الذين عادة ما يتغيّبون عن أعمالهم، وفي أحسن الأحوال لا يلتزمون بمواعيد العمل المقررة.. وذلك ينعكس سلبياً على مستويات التلاميذ التي تظل بسبب تلك التصرفات غير المسئولة في تدنٍ بصورة مستمرة.. ولا يفوتنا التنويه عن بعض الأخطار التي قد يتعرض لها التلاميذ وخاصة في المدارس الابتدائية، سواء أثناء صعودهم دون تنظيم إلى الأدوار العليا في مدارسهم، أو أثناء انصرافهم عند تدافعهم بصورة فوضوية.. وكذلك أثناء اللعب أو مشاكسة بعضهم البعض أمام فصولهم الدراسية في تلك الأدوار دون توجيه من قبل المدرسين والمسئولين أو إرشاد أو رعاية.. وما يحدث بالطبع يعرضهم للسقوط من علو تلك الأدوار مما يهدد حياتهم بالخطر.. إلى جانب تعرضهم للإصابة بالأمراض المختلفة نتيجة لعدم العناية بنظافة دورات المياه وجراء حالتها المزرية التي تنذر بحدوث المزيد من الأضرار دون مفر.. فما موقف وزارة التربية والتعليم مما يحدث وهي الجهة المسئولة، وهل ينوي المعنيون وضع المعالجات المناسبة لتلافي تلك الأضرار سواء التعليمية أو الصحية..؟ وهل هناك معايير محددة لاختيار المعلمين والمعلمات لتولي مهمة التعليم المقدسة في المراحل التعليمية الأولى بالمدارس الابتدائية وإن وجدت تلك المعايير فما هي على وجه التحديد، وهل طبقت بالفعل في عملية اختيار الكوادر المؤهلة لتولي مهمة التعليم في مرحلة التعليم الأساسي والثانوي من ذوي الكفاءة والخبرة التربوية والعلمية..؟ فقد أكدت الأحداث الأخيرة لتسريب بعض اختبارات الثانوية العامة وضبط بعض حالات الغش بين طلاب المدارس، أن هناك خللاً واضحاً - يجب المبادرة بمعالجته منذ وقت مبكر- في عدد من الشؤون التربوية والتعليمية..!! ويفترض رغم كل ذلك وجود رقابة ومتابعة محددة بفترات زمنية لتقييم العملية التعليمية في تلك المراحل وتقويمها باستمرار. لا نملك في الختام سوى التساؤل عن المستقبل المجهول لأبنائنا فلذات أكبادنا جيل المستقبل في ظل ذلك العبث والتسيب، وما يمكن أن يتعرضون له من أضرار وأخطار.. وهل حان الوقت لتفعيل برامج تطوير التعليم الأساسي والثانوي والاستفادة من نتائج وتوصيات الندوات والملتقيات والمؤتمرات المتعلقة بهذا الأمر سواء المحلية أو الخارجية .. أم أنها ستظل حبراً على ورق..؟ ويبقى التساؤل الأخير الذي نوجهه للمعنيين بوزارة التربية والتعليم ومفاده ما مدى قانونية تحصيل المال في المدارس الحكومية خاصة أن التحصيل يتم دون إيصالات لا رسمية ولا شعبية..؟ والسلام تحية يا وزارة التربية، وتلك هي القضية. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك