وصلت المواجهات المسلحة في محافظة عمران وما جاورها إلى منزلق خطير يهدد بنسف التسوية السياسية ويضع مخرجات الحوار الوطني على كف عفريت.. هذه المواجهات المشتعلة التي يستخدم فيها طرفا الصراع شتى أنواع الأسلحة التي تم نهبها من معسكرات الجيش إبان أحداث الأزمة السياسية 2011م وما قبلها تشكل خطراً حقيقياً يهدد أمن واستقرار اليمن بأسرها.. المعارك المحتدمة في عمران تكشف عن إصرار طرفي الصراع على حسم المعركة ميدانياً وبعيداً عن أية حلول سياسية أو قبلية.. أصوات القذائف التي لا تهدأ وأزيز الرصاص المتواصل حوّل مدينة عمران إلى مدينة أشباح لا تفوح منها إلا روائح الموت والدخان!.. صراع لم يقف عند تبادل القصف خارج حدود مدينة عمران بل وصل إلى وسط المدينة التي تشهد حرب شوارع تسببت بنزوح الآلاف من أبناء مدينة عمران هرباً من الموت المحيط بهم من كل اتجاه وعلى يد الجماعات المسلحة المتناحرة.. وفي محافظة الجوف يتكرر نفس المشهد.. اشتباكات مسلحة عنيفة استخدمت فيها كل أنواع السلاح الثقيل “دبابات وراجمات صواريخ ومدافع” وهو ما ينبئ باتساع رقعة المعارك واشتدادها.. صوت الرصاص والقذائف طغى على صوت الوساطات القبلية والتدخلات الرئاسية والمناشدات الدولية..، وبدا المشهد أكثر مأساوية وأكثر ضبابية في ظل تمترس طرفي الصراع بمواقفهم المتشددة والرافضة تقديم أية تنازلات تقود إلى حلحلة الصراع ووقف الاستنزاف المستمر للدماء اليمنية، وفي ظل انكفاء جهود الوساطات والاكتفاء بإطلاق المناشدات ودعوة طرفي الصراع إلى وقف الاقتتال والالتزام بالاتفاقيات التي تم التوقيع عليها.. اللجنة الرئاسية المكلفة بتحقيق الأمن والاستقرار في عمران وتنفيذ بنود الاتفاق بين طرفي الصراع بدت عاجزة حتى عن تحديد الطرف الرافض لتنفيذ بنود الاتفاق ومن يقف وراء احتدام الصراع واتساع رقعته بهذا الشكل الدموي!.. الجماعات المسلحة تتقاتل وسط شوارع مدينة عمران ومن كل الاتجاهات فيما اللجنة تعتبر استهداف المدينة وترويع أهلها خطاً أحمر ولا يمكن السكوت عنه.. نزوح جماعي وحالة إنسانية مأساوية يعيشها أهالي مدينة عمران بسبب المواجهات العنيفة بين الجماعات المسلحة فيما اللجنة ترى أن الخطوط الحمراء التي حددتها لم يتم تجاوزها بعد!!. فهل يقف دور اللجنة الرئاسية عند هذا الحد ولماذا لم تعلن عن الطرف الرافض الجنوح للسلم؟ وإلى أين سيقود المتصارعون اليمن؟ وما مصير مخرجات الحوار الوطني؟!..