يقول تعالى: ( وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ) البقرة184. وقد اختلف المفسرون القدامى في المراد بقوله { وَعَلَى الذين يُطِيقُونَهُ } على ثلاثة أقوال: الأول: إن هذا راجع إلى المسافر والمريض وذلك لأن المسافر والمريض قد يكون منهما من لا يطيق الصوم ومنهما من يطيق الصوم. عندما نتحدث عن الانتصارات التي أحرزها المسلمون في رمضان لا يعني هذا أن ننسب أي معركة تم الانتصار فيها أنها حدثت في رمضان، ولو لم يحدث ذلك في رمضان!. لذا أسجل تصحيحاً لبعض المواقع الإلكترونية (المتحمسة!) التي نسبت توقيت بعض معارك المسلمين إلى شهر رمضان وهذا غير صحيح، ومن ذلك:- 1 - معركة الزلاقة أو معركة سهل الزلاقة وقعت في 23 أكتوبر 1086م بين جيوش دولة المرابطين متحدة مع جيش المعتمد بن عباد ضد قوات الملك القشتالي ألفونسو السادس والتي انتصر فيها المسلمون انتصاراً ساحقاً.. كان للمعركة تأثير كبير في تاريخ الأندلس الإسلامي, إذ إنها أوقفت زحف النصارى المطرد في أراضي ملوك الطوائف الإسلامية وقد أخرت سقوط الدولة الإسلامية في الأندلس لمدة تزيد عن قرنين ونصف.. طبعاً ما يهمنا هنا هو توقيت المعركة بالهجري الذي يوافق يوم الجمعة 12 رجب 479ه 2 - معركة حطين : من أشهر المعارك التي لا زالت في الذاكرة العربية الإسلامية، ولازال بطلها أيضاً، لأنها كانت معركة فاصلة بين الصليبيين وقوات صلاح الدين الأيوبي، حدثت المعركة في 4 يوليو1187م قرب قرية حطين، بين الناصرة وطبرية، وانتصر فيها المسلمون- كما نعلم - مما أدى إلى تحرير القدس و معظم الأراضي التي احتلها الصليبيون من فلسطين. توقيت المعركة يوافق يوم السبت 25 ربيع الثاني 583 ه . 3 - وأخيراً معركة المنصورة حدثت في 8 فبراير 1250م ضد الصليبيين، فقد قدم “لويس التاسع” ملك فرنسا يقود جيشًا قوامه 110 آلاف مقاتل، مزودين بأحدث أنواع الأسلحة، في أحدث حملة صليبية، وهي الحملة الصليبية السابعة ضد مصر، وقام الملك لويس التاسع بالاتصال مع المغول للضغط على الشرق الإسلامي من الجانبين، وواصل زحفه حتى استولى على دمياط سنة 1249م، ثم توجّه إلى المنصورة، وعلى ضفاف البحر الصغير دارت معركة حامية، بين المصريين والصليبيين، واشترك في تعبئة الروح المعنوية “العز بن عبد السلام” وهو يومئذ ضرير، وكان قائد الجيوش فخر الدين ابن شيخ الإسلام الجويني، وانتهت المعركة بأن أسر المسلمون من الصليبيين مائة ألف وقتلوا نحو ثلاثين ألفًا، وأُسر الملك لويس التاسع نفسه، وسُجن بدار الصاحب فخر الدين إبراهيم بن لقمان صاحب ديوان الإنشاء ووكل به الطواشي صبيح المعظمي، وفي ذلك قال الشاعر جمال الدين يحيى بن مطروح: قل للفرنسيس إذا جئته... مقال صدق من قؤول نصوح أتيت مصرا تبتغي ملكها... تحسب أن الزمر يا طبل ريح وكل أصحابك أودعتهم... بحسن تدبيرك بطن الضريح! خمسين ألفا لا ترى منهم... غير قتيل أو أسير جريح! وفقك الله لأمثالها ... لعل عيسى منكم يستريح آجرك الله على ما جرى ... أفنيت عباد يسوع المسيح فقل لهم إن أضمروا عودة ... لأخذ ثار أو لقصد صحيح! دار ابن لقمان على حالها ... والقيد باق والطواشي صبيح! يعلق أستاذنا عبدالله البردوني على أوضاعنا التي انعكست في هذا الزمان مستنداً على البيت الأخير في القصيدة السابقة بقوله: و«دار بن لقمان» باعت “صبيحا”… فجاء الذي منذ ألف رحل له ساعد من حديد يمد … لقتل الخزامى يدا من بصل وقد افتدي الملك لويس التاسع بدفع (40 ألف دينار)، وأطلق سراحه… توقيت المعركة يوافق ظهر يوم الثلاثاء 4 ذي القعدة 648ه..