رغم حساسية المرحلة التي تمر بها البلاد.. اليمن اليوم يعيش وضعاً دقيقاً وخطيراً للغاية على مختلف الصعد: سياسياً، اقتصادياً، أمنياً.. المتابع لتصرفات الشركاء والقوى المأزومة حيال القضايا والأزمات والاختلالات التي يمر بها الوطن.. يدرك مدى حجم المؤآمرة القذرة التي تحاك ضد الوطن ارضاً وانساناً ووحدة وهويةً.. ومن يتابع تلك التصرفات اللامسؤولة.. واللا أخلاقية من تلك الجماعات العصبوية.. والقيادات الحاقدة.. والمليشيات المتمردة.. يجد أن هناك بوناً شاسعاً وكبيراً بين التنظير والتطبيق.. بين الفكرة والتنفيذ.. وهذا ما ظهر جلياً وواضحاً في موقف الشركاء والقوى المأزومة مما شهدته الساحة اليمنية خلال فتنة المتمرد الحوثي ومليشياته المسلحة.. في عمران وبعض المناطق.. وكذلك الاعمال الاجرامية البشعة التي قام بها الارهابيون في شبوة وأبين وحضرموت.. وللأسف التزم فيها الشركاء والمأزومون فكرياً ونفسياً الصمت المطبق الممقوت.. ولم يعبروا بشجاعة ووطنية عن موقفهم بصراحة ووضوح.. ويعلنوها بصراحةٍ ومكاشفة ومصداقية للطرف المخطئ دون مساومة أو تمييع إنهم مخطئون.. وخارجون عن النظام والقانون.. وهم يدركون سلفاً من هم المتمردون الحوثيون.. وماذا يريدون باليمن؟!.. وماذا يبيّتون من مشاريع تخريبية مدمرة.. ومن شر مهول مروع لليمن ارضاً وانساناً ووحدةً وهويةً؟!.. ومع كل ذلك لاذوا بالصمت المطبق.. وتباكوا واستبكوا على تلك العصابات المتمردة.. والمليشيات الاجرامية.. وألقوا باللائمة على الطرف الحريص على أمن واستقرار الوطن.. وعلى المؤسسة الدفاعية والأمنية الدرع الحصين.. وصمام أمان وأمن الوطن الذي نالها من تلك الجماعات والعصابات التي تظهر خلاف ما تبطن.. شركاء وخصماء في آن واحد.. رفقاء غرماء رغم أنهم يبحرون في سفينةٍ واحدة.. وظل هكذا الشركاء الفرقاء على موقفهم الصامت المخزي.. يتفرجون عن بعدٍ وحقدٍ دفين.. الى أين يتجه الوطن؟!.. المفارقة العجيبة ان هناك دعماً مادياً ولوجستياً من شركاء وفرقاء.. ورفقاء وغرماء لادخال البلاد في أتون حرب طاحنة.. وفتن شعواء.. حتى صارت الأزمة الحوثية الشماعة التي يعلق عليها حججهم الواهية.. ومواقفهم الهزيلة تجاه قضايا الوطن.. ولكن سقطت كل هذه الحجج بقرار المناضل القائد عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية عندما أعلن وقف الحرب في عمران حقناً لدماء ابناء الوطن.. وعلى كل القوى المتمردة تسليم كافة الاسلحة الخفيفة والثقيلة فوراً.. ولكن ظلت تلك القوى المتمردة المأزومة بقيادة الفرقاء والمأزومين تبحث في جراب حاويها عن معاذير وأعذار.. وحجج واهية.. تارةً بفرض شروطها بضم الجوف ومارب الى اقليم آزال.. وتارةً اخرى بفرض شروط تعجيزية على الدولة.. كل هذا يصب في تعطيل تنفيذ مخرجات الحوار الوطني، وبناء الدولة المدنية الاتحادية.. المتمردون الحوثيون والمأزومون ومن على شاكلتهم هم سبب الأزمة اليمنية الراهنة.. هم يحاولون الآن جر الوطن الى نفق مظلم مجهول النهاية.. والمؤسف حقاً: ان جميع الشركاء والفرقاء يعملون على تدمير الوطن.. والكل رافض مشروع التسامح السياسي، لأن لديهم اجندات خارجية يعملون بموجبها.. وصولاً الى انشاء إمارتهم المزعومة «الدولة الحوثية»!!.. إما فرض الآراء والرؤى والافكار بقوة السلاح والتدمير.. فهذا أمر لا يكون البتة.. لأن ديمومة هذا الفكر الأرعن العقيم آيلة للانقراض والاندثار مهما حاولوا إشعال الفتن.. أو أخفوا من دسائس كيدية.. لذا نطالب القيادة السياسية بكسب ولاء المواطنين أياً كانوا.. ومعالجة أوضاع النازحين المهجّرين عن قراهم ومناطقهم.. فالضمانة الوحيدة لفرض هيبة وسطوة الدولة ليست الحرب، وإدخال البلاد في متاهات.. وإنما بارجاع المواطنين النازحين المشردين الى قراهم ومناطقهم.. وتوفير الأمن والاستقرار والسكينة العامة لهم.. دون ذلك سنظل في دوامة الفوضى والغوغاء.. فالوطن هو الأبقى دائماً!!..