مشاهد مفجعة تنقلها القنوات الفضائية للعالم من غزة الصمود و الكرامة العربية.. أشلاء أطفال متناثرة هنا وهناك.. أجساد ممزقة وأخرى محترقة.. منازل مهدمة وأخرى سوّيت بالأرض جراء قصف طيران وبوارج ودبابات ومدافع العدو الصهيوني المتواصل منذ العاشر من رمضان الجاري في ظل صمت عالمي وعجزٍ مخزٍ للدول العربية والإسلامية في صد العدوان البربري أو حتى على الأقل إيقافه عبر الوسائل الدبلوماسية بالضغط على هيئة الأممالمتحدة التي أصبحت مجرد شاهد حال على جرائم العدو الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني حتى أن مجلس الأمن الدولي فشل في إصدار بيان إدانة واستنكار ضد الكيان الصهيوني لاستخدامه القوة المفرطة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة واستمرار الحصار الجائر على القطاع بسبب معارضة أمريكا التي أيدت ومعها عدد من الدول الأوروبية حق الكيان الصهيوني فيما يقوم به من حرب إبادة للفلسطينيين في قطاع غزة حيث أعلنت صراحة تفهمها قيام كيان الاحتلال الصهيوني بشن الحرب على غزة واستخدام كافة الوسائل لحماية المستوطنين الصهاينة المحتلين لأرض فلسطين العربية. أمريكا والدول الأوروبية تتفهم حق الصهاينة المحتلين لأرض فلسطين في الدفاع عن أنفسهم ولا تتفهم حق الفلسطينيين أصحاب الأرض في الدفاع عن أنفسهم وحقهم المشروع في مقاومة المحتل لأرضهم. أمريكا والدول الأوروبية تساوي بين الجلاد والضحية.. فهي ترى أن إطلاق الصواريخ من قطاع غزة باتجاه المستوطنات الصهيونية في فلسطينالمحتلة يعد جريمة كبرى لأنها أحدثت الخوف والرعب والهلع في قلوب المستوطنين فذلك يعد جريمة كبرى ،أما حرب الإبادة الجماعية التي يقوم بها الكيان الصهيوني في قطاع غزة فذلك يعد في نظرهم دفاعاً عن النفس وحقاً مشرعاً للصهاينة المحتلين. قتل الأطفال الفلسطينيين بالطائرات الصهيونية وهم يلعبون كرة القدم أمام شاطئ غزة وبتلك الطريقة البشعة لا يرتقي إلى مستوى جرائم حرب الإبادة الجماعية في نظر أمريكا والدول الأوروبية.. قتل وإصابة المئات من الأطفال والشباب والنساء والشيوخ الفلسطينيين وتدمير منازلهم وممتلكاتهم لا يعد في نظر أمريكا والدول الأوربية جرائم حرب. لقد نجح الصهاينة في تنفيذ مخططهم في إشغال الأنظمة والشعوب العربية بمشكلاتها وخلافاتها الداخلية التي أفرزتها مؤامرة الفوضى التدميرية التي أطلقوا عليها (الفوضى الخلاقة) والتي تمهد لتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد عبر ما أسموه بثورات الربيع العربي والذي أثبتت الأيام أنه ربيع عبري بامتياز.. فها هي كل دولة منشغلة بالمشكلات الكارثية التي خلّفتها الفوضى التدميرية فتلك المظاهرات والمسيرات الجماهيرية التي كانت تخرج يومياً في بعض الدول العربية عام 2011م مطالبة بإسقاط الأنظمة الحاكمة لم نشاهدها تخرج في أية عاصمة عربية للتنديد بالجرائم الإرهابية التي يرتكبها الكيان الصهيوني في حق أبناء الشعب الفلسطيني والحرب البربرية التي يشنها على قطاع غزة؟.. من الذي منعها من الخروج للتعبير عن إدانتها واستنكارها للمجازر الإرهابية البشعة التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة؟