من ينسى الممثل الاشهر مارلون براندو ، الفنان الموقف الذي رفض جائزة الاوسكار لأن السينما الاميركية شوهت حقيقة الهنود الحمر، وهي تشوه حقيقة المواطنين السود الذين استقدموا من أفريقيا، مطالباً بتحريرهم من نير العبودية والاستغلال.. لقد صنف مارلون براندو كأحد اكبر الممثلين العالميين الذين عرفتهم السينما في القرن العشرين ، بينما حورب بشراسة لمؤازرته قضايا الهنود الحمر والسود والقضية الفلسطينية التي رأى انها قضية حقوق شرعية ، معتبراً ان ما يعانيه الفلسطينيون هو أبشع اضطهاد غير إنساني يشعر قبالته بالخجل . عني انتشي بدوره العبقري والساحر في تجسيد شخصية الدون فيتو كورليوني في الفيلم الخالد “الأب الروحي”. غير انه مارلون براندو القيمة والمعنى ابداعيا كما في كل مواقفه الانسانية وباعتباره صاحب رأي وقضية أيضاً ، مستمراً في تعرية السينما الامريكية التي يدأب اللوبي اليهودي عبرها من اجل اضفاء طابع الشرعية على اسرائيل والتبرير لجرائمها البشعة . قال قبل رحيله : لقد عشت حياتي بالطول والعرض ولست نادماً على مواقفي، ولو عدت إلى الوراء لدافعت عن نفس القضايا التي تؤرقني، مازلت أعتبر الشعب الفلسطيني شعباً عظيماً مثل شعب أمريكا الأصلي (الهنود الحمر) الذين يعيشون قضيتهم بإصرار ويرفضون التنازل عن أرضهم وعن دمهم، هذا هو موقفي الذي عشت لأجله ودفعت ثمنه غالياً ولكني لست نادماً أني عشته ودفعت ثمنه، لأن الفرق بين إنسان وإنسان يكمن في القضية التي يدافع عنها وليس في الشهرة أو في الأضواء أو المال.. ترى من يصدق ان مارلون براندو الذي احدث نقلة نوعية في الابداع السينمائي وكان من اغنى الممثلين في هوليود عاش ايامه الاخيرة على مساعدات أصدقائه المقربين كما دخل ملاجئ العجزة جراء الحرب الشعواء والحصارات الكبيرة التي شنها ضده لوبي الكيان الصهيوني في الدوائر الفنية الامريكية ..مارلون براندو الذي سخر امواله في عز مجده لخدمة المظلومين من الهنود الحمر و السود ..صاحب المبادئ النبيلة والمتفوقة . المجد لروحه الحرة التي قاومت الاستبداد وعشقت الانسان على نحو متسق. [email protected]