هكذا جرت العادة، في كل مرّة نكتشف أننا لم نشهد بعد منتهى وحشية الإرهابيين، كل مذبحة يرتكبونها هي بروفة لمذبحة أبشع منها ستأتي لاحقاً وستدفع بنا كمحصلة لغاية الإرهابيين إلى مدارج الخوف الكبير كل صباح. لا أحد يحب الإرهابيين في هذا العالم، إنهم يحظون بصورة موحشة وكراهية كونية، يتمدّد روث سلوكهم المشين في مساحات عريضة من جغرافيا بلدان عديدة، يحدث الأمر في مقابل انكماش مستمر لإنسانيتهم؛ إذ يستحيلون إلى آلات قاتلة بتفاصيل يمكن المراهنة إلى أنها أكثر وحشية من المناشير. على جبهة حضرموت الملتهبة دوماً؛ يصنع الإرهاب مذابحه بأكثر وسائل القتل بشاعة، ويصفف جماجم الجنود الطاهرين متخذاً منها سلالم عظمية لإيصال أربابه إلى الجنة، ليس فصل رؤوس الجنود عن أعناقهم بالسكاكين بالطريقة المُثلى لتصيب ثورة هلع في قلوب رفاقهم وكذا الناس العاملين ضمن الإطار المقاوم لجنون الإرهاب. إن القتل ذبحاً هو الدليل الخاطئ لإنجاز غاية كهذه، ذلك أنها بقدر ما سوف تخلق من ردّات فعل مرتبكة تشوبها علامات الفزع؛ إلاِّ أنها في محصّلة حتمية سوف تتكفّل بالتأسيس لحالة ثأر شاملة مع الإرهابيين تضمّ كافة فئات وشرائح المجتمع على تباين ألوانها السياسية والفكرية والمهنية، وتنطلق من قاعدة الإنسانية قبل قواعد الوطن والدين. على الدوام نحن ننزف، أطواراً تاريخية مرّت والإرهابيون يلعقون من دمنا النازف بسكاكين وحشيتهم، من حضرموت إلى أبين وصنعاء تمارس شبكة الإرهاب مهمتها في سفك الدم اليمني، وتحثُّ الخطى بحماس كخلية نحل فوق أزهار الجماجم لاقتيات عسلها الذي هو بلون الأحمر القاني دون وازع من إنسانية أو رادع من قانون. تتجلّى صورة أقبح لمذابح الإرهابيين من وحي الشعور المتكاثف بكون اليمني قد خُلق على الأرجح لكي يُذبح ويُطبخ جلده الرقيق في موائد ملتحين حُقراء يعاقرون النبيذ كل ليلة بنخب الوطن الدائخ في حبائل شرورهم التي بلا انتهاء..!!. لن ترفع حضرموت الراية البيضاء، ولسوف تظلّ متراساً لوطن يتحرّق للانتقام ويلخص نظرته إلى الخلاص بوصفه رقصة يمنية صاخبة على أشلاء آخر القتلة الملتحين.