السؤال الذي يتنطّع كعقرب شره يختبئ في المفردات التالية.. أين تكمن مفردات الأدب والتي تتسم بالطابع الإنساني والكوني فيما يحدث ويفتعل في المشهد السياسي المشدود نحو مفردات المناطقية البغيضة والمذهبية القاتلة والعنصرية المدمّرة؟. *** كل طرف يستند إلى أجندة تتجلبب بثوب المناطقية، ويعلن عن قوته بسلاح التطرّف المذهبي ويقاتل باسم العنصرية والمناطقية والمذهبية حتّى الوصول إلى الميزانية العامة! *** أية فترة انتقالية تصحبها تعقيدات تمتد في أقصر الفترات إلى خمس سنوات، وهي مدة سانحة لكل متعصّب لأن يعلن عن رغبته في الوصول إلى الميزانية العامة متستّراً مرة بمذهبه العادل الحقاني ومصبغاً وجهه مرة أخرى بديكور “المنطقة أحق”. فماذا عن موكب الأدب في تلك الفترات الحرجة.. تنفك فراغات هائلة ليملأها كل ذي ظلام للعبيد..؟. في الماضي كان الأدب وخاصة الشعر حاضراً وبقوة.. في ثورات سبتمبر.. أكتوبر.. نوفمبر.. مفرداته تزلزل الشارع وتدفعه نحو الخلاص من الظلم والظلام، لكنّه الآن في هذه الفترة الحرجة غائب كغياب أهل الكهف! ولأن الفراغ في العادة يُملأ من تلقاء نفسه.. امتلأ الفراغ الذي خلّفه غياب أي دور للأدب من قبل دعاة المذهبية والعنصرية والمناطقية أنفسهم ولكنّ بثوب الأديب!.. في منظر مدهش حقاً.. أضحك القرود في حديقة الحيوان، ولكنّه لم يُضحك الأدباء على كل حال!. [email protected]