ثانياً: وبانتهاء المواجهة العسكرية السادسة أضحى هذا الكيان ليس خلايا سلالية عنصرية نائمة بل منظمة عسكرية تمتلك وحدات ميلاشوية مدعومة بكل أنواع المعدات العسكرية المتوسطة والثقيلة التي استولت عليها من معسكرات الحكومة ومن تلك الأسلحة المستوردة عبر تجار الأسلحة في صعدة وبتمويل خارجي يحمل علامة «الشبهة». ثالثاً: دخول طرف إقليمي في الصراع السياسي بين القوى التقليدية وهو إيران حيث استفادت من الأوضاع الاقتصادية الاجتماعية المتراجعة نحو الخلف مخلفة ملايين من السكان تحت خط الفقر وبدون فرص عمل ومستقبل لا يضمن أي تنمية ومن الأوضاع الهشة المتراكمة منذ حرب 1994م والتي أطاحت بمشروع الدولة المحمول على الإرث التاريخي للنظام الإداري البريطاني ووريثه السياسي جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية سابقاً، إرث إداري وتشريعي مدنيين وشكلت الإجراءات الأمنية ضد النشاطات الإيرانية فرصة ذهبية لتنامي الدور الإيراني ووجد مبرراته في بيئة قابلة لتغيير الولاءات المذهبية والدينية والسياسية مقابل تعويض فعلي عن ضياع فرص العمل لمواجهة البطالة والفقر.. إن الإجراءات المدفوعة الأجر التي اتخذها نظام علي عبدالله صالح كانت خرقاء بكل المعايير التي تحكم علاقات الدول فيما بينها بحسب القوانين والأعراف الدولية. رابعاً: إهانة المرجعية الهادوية الزيدية التي عملت خلال فترة هيمنة العسقبلية تحت قيادة علي عبدالله صالح على دعم وتلميع النظام السياسي القائم على الاستبداد والفساد والضحالة الثقافية والامتناع عن بناء دولة تستطيع التكيف مع التطورات الدولتية العالمية وتستوعب مصالح كل المنضويين في عضويتها وليس هذا فحسب بل تم إزاحة المرجعية الهادوية من متن الفعل السياسي الموسمي مع فعل السلطة العسقبلية الأمر الذي أتاح لبدر الدين الحوثي وأسرته التقدم بثبات لملء الفراغ المرجعي الثقافي السياسي مدعوماً بالغلبة والقوة والدعم المالي الخارجي... وعندما وضعت المواجهات العسكرية الست أعمالها سنة 2009م كانت مؤشرات الإزاحة قد بلغت سقفها الأعلى واختفت المرجعيات الهادوية أو لزمت الغرف المغلقة الصامتة ولم يعد أي من السياسيين بحاجة إليها أو لفتهاويها أو بياناتها المؤيدة أو المناهضة!! خامساً: واستقطبت أسرة بدر الدين الحوثي المتصددة للثقافة الجارودية الزيدية الاهتمام والتضامن المحلي من المثقفين والصحفيين والأكاديميين، ومن المنظمات المدنية والاهتمام والتضامن الخارجي من منظمات حقوقية و ليس هذا فحسب بل إن دولاً كأمريكا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا رفضت تصنيف هذه الأسرة ضمن الجماعات الإرهابية ووصفت ما يدور في صعدة صنعاء عبارة عن خلافات سياسية داخلية لا يرتقي إلى مستوى خطير ولا يشكل تهديداً للأمن القومي للدول الأوروبية وللدولة الأمريكية وظل يحيى بدر الدين الحوثي متحدثاً وممثلاً لأسرته في ألمانيا. سادساً: جسد الإعلام لسلطة صنعاء سابقاً بؤساً حقيقياً في إنتاجه للخطاب الإعلامي المصاحب للمواجهات العسكرية والتدخلات الإقليمية العسكرية والإعلامية ويمكن القول إن هذا الإعلام قدم خدمات جليلة لأسرة بدر الدين الحوثي ووضعها في مركز المظلومية وصاحبة حق وتستدعي التضامن معها من كافة القوى الاجتماعية.