ما جرى أمس من إشعال جماعة الحوثي للحرب في همدان وبالذات في شملان، والهجوم على الجيش في كمين غادر؛ يوضح أكثر من حقيقة أهمها أن الحوثي لا يؤمن بالحوار ولا التفاوض، وأنه كلما ضُيّق عليه سياسياً يلجأ إلى العنف، وهو فقط يستغل المفاوضات كفسحة يستغلّها لترتيب أوراقه..!!. لا يفهم أحد تصريحات البعض عن التقدُّم في المفاوضات بينما البلاد في حالة حرب وداخل العاصمة وليس في ضواحيها، المفاوضات أصبحت كتيبة من كتائب الحوثي تعمل على دفع الناس إلى الاسترخاء وتخديرهم؛ بينما هو يستعد للحرب بل ويباشر فيها داخل العاصمة بما يخلق ثأرات يصعب إغلاقها. هناك من يتحدّث عن أهمية السلام وضرورة الحل السلمي؛ لكن أمام كل هذا التعنُّت فإن السلام لا يأتي إلا بأن تأخذ الدولة مسؤوليتها أولاً لردع القتلة ومشعلي الفتن وتصارح الشعب ويشد الناس أحزمة الكرامة ليدافعوا عن بلادهم وكرامتهم أمام عصابة لا تعرف سوى القتل وتتفاخر كل يوم بذبح الجيش اليمني في الوقت الذي يُدلّل قيادتها في طاولة المفاوضات ويغنّي مجلس الأمن والدول العشر على ضرورة معاقبة المعيقين للتسوية والمهدّدين للاستقرار..!!. أصبحت اليمن معلّقة في رجل مجلس الأمن الذي ربما لا يعلم بالضبط ما هي اليمن؛ هل هي بلاد أو كائن، حي والاتكال عليه وعلى الخارج خذلان، والاصطفاف الذي أعلنه الرئيس والتف حوله الشعب يجب أن يُترجم إلى وقائع عملية، وهذه مسؤولية الدولة والقيادة التي يجب أن تتعامل مع جماعة الحوثي كجماعة إرهابية وعصابة قتل؛ القتل والتفجير عندها حالة مرضية مستأصلة مدعمة بأحقاد التاريخ وأمراض العنصرية، والبحث عن السلام في هذه الحالة يشبه البحث والتعويل على سراب قاتل. كل يوم يمرُّ على هذه الحالة الغامضة وتمييع القرار يأتي على حساب اليمن واستقراره، القرار هو الوقت واللحظة، ومن ترك الحزم في وقته ندم. [email protected]