لم يكن الاصطفاف الوطني الشعبي حلّاً ناجحاً للتأزيم بل كان أداة من أدوات الضغط على واقع الانقسام والتشرذم الذي أوصلنا إليه طغمة من أبناء الشعب اليمني العظيم الذين ارتأوا في الاصطياد بالماء العكر والسباحة ضد التيار ضالتهم، حيث تمثّلوا الطيشان من خلال التخندق في العاصمة صنعاء وما ترتب عليه من قطع للطريق العام الأمر الذي أدى إلى تفويت العديد من المصالح للقاطنين في دوائر التماس قريباً من مخيمات جماعة “الحوثي” التي تحاول الكسب السياسي الرخيص والهابط عن طريق دغدغة عواطف العوام بجرم الإصلاحات ومحاولة إسقاطها من خلال التخندق ونصب المخيّمات في الطرقات العامة، فهم ذوو فتنة يتطلّعون إلى إسقاط العاصمة صنعاء بكل ما أوتوا من قوة لا سيما ما رأوه من تساهل من قبل الحكومة إذ التزم الجميع الصمت إزاء ما كان يُعتمل في دماج وحجة وعمران وباقي المناطق اليمنية التي تعالت فيها صرخات الحوثيين إما لهدم مسجد أو تدمير منزل على ساكنيه. إننا أمام تداعيات خطيرة للتأزيم والتصعيد الحوثي تتمثّل في تغييب ملامح الوحدة الوطنية بإحداث شرخ في الصف الوطني وانقسام وتشرذم الناس لنجد ثلثي الشعب في الستين والثلث المتبقي في المطار هذا فضلاً عن أن هنالك العديد من مآلات وتداعيات التأزيم حيث يظهر بجلاء شديد في شيوع البغضاء والمشاحنات تتطور إلى ملاسنات بين الأضداد وربما إلى عراك على نحو ندرك فيه أن الأمة اليمنية الواحدة.. أمة الإيمان والفقه والحكمة اليمانية تغابت عن أدب الاختلاف المشروع لتتمثل الاختلاف المذموم الذي يورّث ويؤصّل للعداوات وانفجار الأوضاع.. المهم هنا هو أننا نأمل أن يأتي الاصطفاف الوطني بنتائج طيبة وأن تُعالج كافة التداعيات في وطن واحد يجب أن يلجأ إلى الحوار، والحوار فقط من أجل حلحلة شتى القضايا، وعلى المؤسسات الرفيعة في البلاد تدارس الأمر وعدم السماح بانفلات الأوضاع.