ارفعوا أياديكم عن الوطن أياديكم الملوثة بالدم والعابثة بأمنه واستقراره وإمكانياته، والتلاعب بمستقبله والعبث بحاضره، وتشويه ماضيه. يكفي ولوغكم في طهارة أرضه وتعكير عبق تاريخه، ووأد تليد مجده. يكفيكم شق صفه ووحدته، وتفريق تلاحم ووحدة أبنائه. إن تسابقكم المحموم لأجل مشاريعكم الصغيرة وهمٌ وعار في سجل التاريخ الوطني، وتكريسكم للفرقة والاقتتال جرمٌ أكبر أمام الشراكة والسلم شراكة المكونات الوطنية وسلم الوطن. التاريخ لن يغفر لكم أخطاءكم في تدمير بنية المجتمع، وبث نعرات الطائفية، ولن يتوانى عن لفظكم جانياً ورميكم في هامشه لما بذرتموه في ترابه لتزرعوا غراسكم الضارة والآثمة الممتدة من أعماق أرواحكم السوداوية. لم يكن الوطن يوماً في حساباتكم، ولذلك لم يحسبكم أرقام بناء تصاعدية، بل وضعتم أنفسكم في خانة النقص الهادم، وسارعتم ل ( اتفاق التخادم )، وعدم تفويت فرص الانتهاز في مرحلة الضعف، واختلاط الأوراق المفروضة وفق أجندة متعددة. الاعتماد على الوهم لا يوازي السيادة الوطنية، وخدمة المصالح لا يقارن بخدمة الأوطان، يكفي أن تضعوا طيش عقولكم، وهيجان تعصبكم، وشراهة تجميع أرصدة المصالح كي يغفر الوطن زلاتكم وعبثكم، وما أحدثتموه من الجراحات الكبيرة التي يحاول أن يستوعب أسباب حدوثها فيتناساها فصدر الوطن أنقى من أن تحلّ به الضغينة، ورحابه الواسع يتسع للجميع، ولا يحتاج لتذاكر مرور، وأبواب أراضيه ليست موصدة أمامكم لتفتحوها. يدعوكم الوطن أن تتلاقى أيادي قلوبكم بالحب والبناء، وأن تكونوا يداً واحدة لبناء اليمن الواحد. [email protected]