تعود بداية ظهور المدوّنات الألكترونية إلى العام 1994م, وكانت حينها تُعرف باسم «المذكّرات الألكترونية» وأول من ابتكر مصطلح "المدوّنة الأليكترونية" هو المدوّن الأمريكي جورج بارغر في عام 1997م. سرعان ما انتشر هذا النوع من النشر الأليكتروني ولاسيما أثناء الحرب على العراق، حيث كان الوسيلة الأكثر انتشاراً وابتعاداً عن مقص الرقيب؛ فتناسلت المدوّنات المعبّرة عن الآراء السياسية تحديداً، وكذلك مدوّنات تتطرق إلى قضايا اجتماعية واقتصادية وعن آراء شخصية يتبنّاها أصحاب المدوّنات. ما هي المدوّنات..؟ حسب موقع «ويكبيديا» المدوّنة تطبيق من تطبيقات شبكة الإنترنت، وهي تعمل من خلال نظام لإدارة المحتوى، وهو في أبسط صوره عبارة عن صفحة ويب على شبكة الانترنت تظهر عليها تدوينات (مدخلات) مؤرخة ومرتبة ترتيباً زمنياً تصاعدياً ينشر منها عدد محدد يتحكم فيه مدير أو ناشر المدوّنة، كما يتضمّن النظام آلية لأرشفة المدخلات القديمة، ويكون لكل مداخلة منها مسار دائم لا يتغير منذ لحظة نشرها يمكِّن القارئ من الرجوع إلى تدوينة معينة في وقت لاحق عندما لا تعود متاحة في الصفحة الأولى للمدوّنة، كما يضمن ثبات الروابط ويحول دون تحلّلها. أما أنواع المدوّنات فهي: مدوّنات الفيديو (Vlog). مدوّنات الصور (Photoblog). مدوّنات المعلومات التي تتجدّد كل يوم (Blognews). المدوّنات الشخصية (Personal blog). لا شك أن المدوّنات حقّقت قاعدة جماهيرية عريضة؛ ولعل من الأمثلة الدالة على نجاح المدوّنات مدوّنة الكاتبة المصرية غادة عبدالعال والتي كانت بعنوان (عايزة أتجوز) حققت نجاحاً مبهراً مما حوّلها لاحقاً إلى مسلسل تلفزيوني قامت ببطولته الفنانة التونسية هند صبري وأخرجه المصري رامي إمام. ولكن ما هي إلا بضع سنوات؛ وتحديداً في 4 فبراير 2004م حتى ظهر للعالم أهم موقع تواصل اجتماعي والمعروف ب «فيس بوك» وفر ما كان متوافراً لدى المدوّنات بإضافات أخرى جعلته ربما يزيح امبراطورية المدوّنات. بعد مرور عشر سنوات من انطلاق «فيس بوك» يُطرح سؤال عن جدوى وجود المدوّنات، وهل لاتزال تؤدي الغرض المنوط بها..؟. أعلنت «فيس بوك» أن لديها الآن 1.23 مليار مستخدم شهرياً، وأن 945 مليوناً يحصلون على الخدمة عبر الهواتف الذكية أو أجهزة الكمبيوتر اللوحي، وبالتالي لا شك أن هذه الخدمة المتوفرة بشكل سلس عبر الموقع وعبر التطبيقات في الأجهزة الذكية يمثّل ميزة مغرية تجذب الكثيرين إلى كتابة آرائهم وكذلك إتاحة نشر الصور والفيديوهات بسلاسة ليتلقاها الآخرون دون حتى عناء البحث بالإضافة إلى إمكانية الإعجاب والتعليق وإعادة نشر المواضيع.. يمكن القول إن مواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» و«تويتر» و«الانستغرام» و«اليوتيوب» أيضاً نسخة مطوّرة من المدوّنات، حيث انخفض عدد مستخدمي المدوّنات بصورة ملحوظة، واعتمد الكثيرون من المدوّنين على البدائل المتاحة والمتمثلة كما أسلفنا في مواقع التواصل الاجتماعي، ولربما تختفي المدوّنات نهائياً مع التطور والتحديثات المستمرة التي تشهدها الشبكة العنكبوتية. ولعل من الأدلّة التي تثبت انحسار المدوّنات هو جهل الكثيرين من مستخدمي الإنترنت اليوم بالمدوّنات ما هي وما أنواعها وكيف يمكن استخدامها. أوشكت المدوّنات على الاندثار في ظل اكتساح بدائل أكثر بساطة أتاحت للكثيرين إيصال آرائهم وتوجهاتهم إلى فئة واسعة من الناس في وقت قصير وبإمكانيات عالية. [email protected]