“القات” في علاقته بنسبة كبيرة من متعاطيه في اليمن غدا طقساً سياسياً مخدّراً للجموع بامتياز؛ حتى إنه بات كل أولوياتهم كمواطنين في الحياة وقضية القضايا بالنسبة لكثيرين؛ فيما تجد بعضهم يردّدون بين حين وآخر نوعاً من نظريات الهروب بشعبوية ووعي سلبي دونما شعور بفداحة المشاكل التي تحيق بهم أو الإشكاليات التي تعمق فجوات يوماً فيوماً على خلفية نظريات اللا مبالاة مثل “فلتختزق من قُرنة” أو “تحبل بربح”..!!. يجدر بالشعب أن يتخلّى عن عادته في البقاء كشعب لخدمة مراكز قوى ومصالح تنهب ثرواته ومقدّراته كل يوم، أتوخى وأنا واحد من هذا الشعب أن يبقى شعباً بإرادته ويفكّر بمسؤولية ويقف في صف الدولة الموعود بها حتى يتبين له كل الادعاءات “ومتواليات الأكاذيب الرائعة” وهو حاول غير مرة أن يحقّق أشياء كثيرة وأخفق بسبب مؤامرات مراكز القوى وحسابات المصالح التي تنهار على رأسه كلما يتم استقطاب الشعب من قبل مراكز القوى يفسد وتفسد فرصه في الحياة والاستقرار. وسرعان ما يغدو وأجياله وقوداً لصراعات أصحاب المصالح والغايات والحسابات الضيقة التي لا تنتهي كما نشهد ونلمس، ولا تأتي سوى وبالاً عليه، فهل يتحرّر الشعب من الفساد ومن الفاسدين بإرادته هو..؟!. إنه ومتى ما كفّ الشعب عن منح شرعيته لتلك المراكز النافذة بالقوة ومنحها الثقة بدافع مخاوف وتوجسات تعتريه؛ فهو يقف حينها صاغراً وينسى أنه صاحب الإرادة التي تهز الجبال إن هي أبدت غضبتها في وجه كل فاسد، وعلى الشعب إذاً أن يدرك الفرص التي تنهار من يده ويدفع باتجاه مساندة مطالبه في الدولة، لا أن يبقى على صراعات المتصارعين كخيارات في الحشد والاحتشاد حتى إن مراكز بعينها بقي تأثيرها خطيراً في بُنية ما تبقّى من “الدولة” وجسمها المترهّل وهيكلها المهترئ ما يمكن غير مرّة مراكز وتحالفات قديمة جديدة من تزوير كل مرحلة جديدة من الانتخابات. أمنّي النفس ألا يبقى الشعب كما جرت العادة هو الضحية حتى لا يبقى الجلّاد خلف ظهره بسوطه وسطوته، وما أتوخاه كمواطن حالم بالتعايش والمواطنة والدولة هو أن يصير الشعب حرّاً لنفسه ولخدمة مصالحه بإرادته، شعب يحيا بكرامة؛ لا أن يبقى يعيش أو يعتاش فحسب على مجرد فتات ما يرمي له ناهبو الثروة من العوائل والجنرالات والمجرمين والمشائخ والمزايدين باسمه وباسم ثوراته المسروقة وتضحياته الجسام التي كما يبدو لا يُراد له أن يقطف ثمارها. وبالخصوص في ظل وجود أكثر من “قاعدة” تطرُّف مذهبية وطائفية يذكي أوار صراعاتها أكثر من فتيل للفتنة بين داخلي وخارجي لغايات دنيئة تخدم أجندة إقليمية ودولية. [email protected]