هكذا تقدم الأيام والأحداث البراهين العملية على صدق ماكنا نقوله عن بعض التكتلات السياسية أنها لاتجيد أكثر من المماحكة والنكاية بالشعب, لأن بعضاً من تلك القوى والتكتلات لاتريد للوطن الأمن والاستقرار ولايهمها مصالح الوطن العليا ولاتعترف بحق المواطن اليمني في العيش بأمن وسلام ولاتحترم سيادة الوطن وأن الهم الوحيد لدى تلك التكتلات هو الثروة ونهب أموال الشعب والبحث عن الوسائل مهما كانت من أجل الوصول إلى غايتها العدوانية الشيطانية, ولايجمع تلك القوى سوى الإضرار بالبلاد والنكاية بالشعب والعبث بمقدرات الانسان اليمني وتسخير كل الإمكانات لتحقيق أغراضهم الشيطانية. لقد ضاق الشعب من تلك القوى التي لاتحترم المواثيق والعهود والاتفاقات والتي لاتعرف غير وضع الشروط التي تهدف من ورائها القضاء على مقومات الحياة السياسية والانسانية في اليمن, لأن الشعب قد ضاق ذرعاً من ممارسات تلك القوى فقد حجب الثقة عن تلك القوى المصابة بالغباء السياسي الفاحش من وقت مبكر وكان أكثر وعياً بأهمية اكتشاف النوايا العدوانية لتلك من خلال رقابته الدائمة على أداء تلك القوى التي لم يجد منها غير الغدر وتعريض الوطن للخطر الخارجي والسعي بجنون لتحقيق المنافع الخاصة جداً. إن الشعب اليمني اليوم أمام الصورة الأكثر تعرياً للقوى النفعية والانتهازية التي لاتريد بناء الدولة بقدر ماتريد السيطرة على مقدرات الشعب وتسخيرها لخدمة المصالح الخاصة للقوى الانتهازية, وباتت هذه الصورة الأكثر بلاءً ووبالاً على مقدرات الشعب شديدة الوضوح أمام الشعب والرأي العام الإقليمي والعالمي, الأمر الذي ينبغي معه إدراك أهمية الاصطفاف الوطني الشامل الذي لايستثني أحداً من النبلاء والشرفاء والأحرار في كل القوى السياسية من أجل الحفاظ على وحدة الأرض والانسان والدولة اليمنية الواحدة والموحدة والقادرة والمقتدرة. إن الأعمال التي تمارسها بعض القوى التي لاتدرك غير الالتفاف على المواثيق لم تعد خافية على أولئك الشرفاء والنبلاء والأحرار الذين ينبغي عليهم منع الانحراف عن مسار السلم والشراكة والانطلاق صوب الوصول إلى حق الاختيار الحر المباشر من خلال الانتخابات العامة عبر صناديق الاقتراع الحر الذي يحقق الإرادة الكلية للشعب من أجل الخروج من هذه الأزمة الخانقة بإذن الله.