لم يعد هناك من مجال للعيش هنا؛ لكن ثمّة خيارات لأجنحة تحلّق لاتزال في البعيد، حين تنعدم حرية الكائنات هنا، فالجهات واسعة، لكن الخرائط أشواك، والقلوب كذلك، شباك منصوبة وحبائل كثر فاحترس، احترسي، احترسوا، احترسن. فلم يعد هنا من مجال للعيش سوى اللصوص و«بلاطجة الفيد» وناهبي المال العام الذي بقي الشعب متساهلاً وخائفاً وخائناً لنفسه ربما، محض أداة أيضاً أنه الشعب، وعليه أن يتحمّل كل التبعات، وبالخصوص كلما تخلّى اللصوص كالعادة عن مسؤولياتهم تجاهه وحمايته، وكلما تخلّوا عن الدفاع عن أرضه وعرضه وماله وما يختص بحماية الأبرياء من الأطفال والنساء المواطنين العُزّل. ما الذي تفضّلينه من النكهات، النكهات أنواع وخيارت الذوق متعدّدة، هل مازلت تحبّين المشمش، أم أن مواسم الفراسك والرمان وبرتقالات الصباح تبقى أشهى، وهل كسرة الخبز الحارّة الطالعة للتو من تنور الليالي المطفأة تضيء يديكِ لاتزال، أم أن العتمة صارت تخلّف جراحات تئن لها مسارب المياه التي تتنزل من سموات الأرض وغيوم السموات الجافة في اليدين..؟!. هل مازالت الطرق المؤدّية إليك مأمونة، أم أن «عناصر الفيد» قد أطبقت على خطواتكِ فيها..؟!. حسناً إن كان الوقت متأخراً في ساعتكِ، دعي للأمكنة أن تعشب في عين القمر الفضّي الساهر بقربكِ، أو حدقي في أغصان الريح المتمايلة فيكِ على دمي، لا تخافي فالمكان صديق ظلالي المعشبة في الجدران، اضيئي دمي بخصلاتك حتى مطلع الفقر، واضيئي فمي بقبلاتك التي تنتظرني عند أول محطة لوردة الشفق. لقطة بعدسة لا أحد: كم أتوخّى وآمل أن تبقى البلاد في أمان وألا تخرج فحسب من صالة رياضية لألعاب القوى؛ لترتهن في “صالة مغلقة وخطيرة” تمارس فيها رهانات لاعب أو “هامان” خطير لايزال يدير “مسرح الدمى” من خلف ستارة تحالفاته. ونأمل كيمنيين ألا يتجاوز اللاعبون اللياقة فوق اللازم، وحتى لا يتحوّل الوطن وقد بات عبارة عن صالة “مغلقة” على مصراعيها وصراعاتها لخطورة ألعاب القوى السياسية والقبلية والميليشياوية والمصالح والتحالفات، والاتفاقات المابينهم فحسب، والتي غالباً ما تنزل فحسب عند حسابات مصالح الأشخاص لتقصي الشعب اليمني من «اللعبة» بل تفصله حتى من رابطة المشجعين..؟!. [email protected]