إن صدقت أخبار الاستعدادات المكثّفة وتجميع الحشود المسلّحة وتحويل مأرب إلى ساحة حرب جديدة فاقرأوا على محطة مأرب الغازية وخطوط نقل الكهرباء وأنابيب النفط «الفاتحة»، الأخبار المتداولة تنذر بمواجهات مسلّحة قادمة لا محالة وستكون مأرب ساحتها هذه المرة..!! «القاعدة» وميليشيات ما يسمّيهم البعض «القبائل» يحشدون بكثافة لصد ما يسمّونه “العدوان الحوثي” المرتقب على مأرب تحت ذريعة حماية أنابيب النفط وأبراج الكهرباء، فيما الحوثيون مصرّون على أن معركة مأرب هي الأهم، وقد سمّاها القيادي في جماعة «أنصار الله» علي البخيتي «أم المعارك» كون هدفها حماية خطوط نقل الكهرباء وأنابيب النفط. كلنا تابع مجريات المعركة السابقة التي دارت بين الطرفين أنفسهما في محافظة الجوف، وكيف تسبّبت تلك “المعركة” بإخراج محطة مأرب الغازية عن الخدمة نتيجة الاعتداءات على خطوط النقل، وجعلت معظم المحافظات اليمنية تعيش في الظلام لأسابيع، فكيف سيكون الحال اليوم إن تحوّلت مأرب إلى ساحة حرب حقيقية، لاسيما أن الطرفين يعدّانها أو يسمّيانها «المعركة المصيرية»..!؟. سيكون هناك استهداف واضح لخطوط نقل الكهرباء، وسيتبادل كلا الطرفين الاتهامات فيما بينهما حول تلك الاعتداءات، وليس ببعيد أن تصل المواجهات إلى المحطة الغازية نفسها وتتلقّى سيلاً من الضربات لتقضي على ما تبقّى فيها من حياة..!!. هناك استعدادات مكثّفة، وهذه الاستعدادات تؤكد أن المواجهات المسلّحة أصبحت محتملة وقد تشتعل في أي وقت، لاسيما بعد فشل مشائخ ووجهاء مأرب في إقناع حزب الإصلاح ومن يواليه التوقيع على وثيقة اتفاق تتضمّن تجنيد عدد من أبناء قبائل عبيدة والأشراف لحماية المصالح والممتلكات العامة ورفع المسلّحين المتواجدين في عدد من المناطق.. وأمام ما يحدث ليس على اليمنيين في بقية المحافظات إلا ترقُّب كل الاحتمالات وفي مقدّمتها استهداف أبراج نقل الكهرباء وأنابيب النفط وإعطاء مأرب الغازية إجازة طويلة، وتوقف ضخ النفط من حقول مأرب ما قد يؤدّي إلى تحويل المدن اليمنية إلى بقعة سوداء نتيجة الظلام الدامس الذي سيعم أرجاءها..!!. ما نرجوه ونأمله أن ينجح مشائخ ووجهاء مأرب في مساعيهم وإقناع طرفي الصراع في الجنوح إلى السلم، وفي المقابل إنجاح كل التوجهات الهادفة إلى القضاء نهائياً على الاعتداءات التي تطال خطوط نقل الكهرباء وأنابيب النفط، وإغلاق هذا الملف الأسود الذي أثّر على حياة اليمنيين جميعاً.. وهنا نسأل الله العلي القدير أن يجعل من بين المتصارعين سدّاً ومن خلفهم سدّاً، وأن يغشيهم ويجعلهم لا يبصرون محطة مأرب الغازية وخطوط نقل الكهرباء وأنابيب النفط.. اللهم آمين.