التنوُّع الكبير في عدد الجهات المُنتَهِكة للحريات الصحفية خلال العامين 2013 – 2014م يقدّم مؤشّراً خطيراً على مدى استهتار المجتمع بقيم الحريات العامة وفي مقدّمتها الحريات الصحفية، والتعامل مع الصحافي كطرف في النزاع، ويقدّم أيضاً مؤشراً على مدى حيوية الصحافي اليمني وجُرأته في كشف المستور والاقتراب من الفاعلين الأصليين للأحداث واقتحامه ساحات المعارك الحربية والسياسية. وتراجعت نسبة الانتهاكات في النصف الأول من العام الجاري مقارنة بالعام السابق؛ إلا أن نسبة الانتهاكات التي تقوم بها جهات رسمية في الدولة ارتفعت إلى 46.5 % من إجمالي منتهكي الحريات الصحفية. وبحسب رئيس “مؤسسة حرية” الصحافي خالد الحمادي فإن الانتهاكات في اليمن “لاتزال تشكّل تهديداً على حرية العمل الصحفي في البلاد، بالإضافة إلى ظهور نوعية جديدة من الانتهاكات تشكّل تهديداً خطيراً على العمل الإعلامي تمثّلت باقتحام وإغلاق ومصادرة أدوات عمل الإعلاميين بطريقة مخالفة للقانون؛ الأمر الذي يمثل تحوّلاً خطيراً في نوع الانتهاكات والمرتكبين لها”.. وكشفت “مؤسسة حرية” عن 52 حالة انتهاك ضد الإعلام المحلّي والدولي في اليمن خلال الشهر الأول لدخول الحوثيين للعاصمة صنعاء، شملت 33 صحافياً وإعلامياً، و19 مؤسسة إعلامية وصحفية، و51 حالة منها في العاصمة صنعاء لوحدها وحالة واحدة في مدينة إب. وحسب البلاغات، ارتكبت جميع هذه الانتهاكات من قبل المسلحين الحوثيين في 21 سبتمبر الماضي ماعدا حالات محدودة جداً ارتكبت من قبل جهات أخرى. وشملت هذه الانتهاكات تعرُّض ثلاث قنوات حكومية هي قناة «اليمن» الفضائية وقناة «سبأ» وقناة «الإيمان» إلى قصف مدفعي شديد وحصار لطاقم العمل فيها واقتحامها والسيطرة عليها بالكامل بعد 3 أيام من القصف المتواصل على مقرّها، ولاحقاً تم اقتحام مقر قناة «سهيل» الخاصة ونهب أدواتها ومعدّاتها ومحاصرة العاملين فيها ليوم كامل داخل المقر، ثم القيام بالسيطرة على مقرّها وإعادته يوم الأحد 16 نوفمبر. كما تعرّضت إذاعة إب الحكومية للقصف المدفعي من قبل الحوثيين وتوقّف بثها، كما تعرّض مقر إذاعة «حياة إف إم» الخاصة إلى اقتحام وتوقف بثّها جرّاء ذلك، وتم كذلك اقتحام مقار العديد من المؤسسات الإعلامية الحكومية في صنعاء والسيطرة عليها وهي إذاعة صنعاء ووكالة «سبأ» للأنباء ومقر صحيفة «26سبتمبر» موقع “الاشتراكي نت” الإخباري وصحيفة “الثوري”.. وتعرّضت العديد من الوسائل الإعلامية الدولية وطواقمها العاملة في اليمن للتحريض والتشهير والاعتداء على طواقمها وهي قنوات «الجزيرة» و«العربية» و«بي بي سي» و«سكاي نيوز» عربية وموقع «سي إن إن» بالعربية وصحيفة «القدس العربي» اللندنية، وتعرّض 33 صحافياً في صنعاء للاعتداء الجسدي والاقتحام لمنازلهم. [email protected]