مجزرة مستشفى مجمّع الدفاع التي ارتكبتها عناصر الإرهاب قبل عام من الآن لم ولن تُنسى من الذاكرة ككثير من المجازر التي أبكت القلوب قبل العيون ومازالت تدفعنا إلى البكاء وتقودنا لإثارة الكثير من التساؤلات الباحثة عن الحقيقة المغيّبة حتى اليوم، عشرات الأبرياء سقطوا بدم بارد على يد عناصر الإرهاب الملعون الذين يقتاتون على قتل الأبرياء ويتلذّذون بإسالة الدماء ويفرحون بقطع الرقاب وجز الرؤوس. مجزرة مجمّع الدفاع ومن قبلها مجزرة السبعين ومجازر عدّة راح ضحيتها المئات من المدنيين والعسكريين على يد هؤلاء الإرهابيين الذين لا همّ لهم سوى تحويل اليمن إلى ميدان للدم وإشاعة الفوضى تحت مبرّرات وحجج واهية ما أنزل الله بها من سلطان. يقتلون باسم الدين، ينهبون باسم الدين، يدمّرون المؤسّسات والمصالح باسم الدين، ومن ثم يقولون هذا هو الجهاد الذي يقرّبهم إلى الله والجنّة وحور العين..!!. عام مضى على تلك المجزرة الشنيعة ولم تُكشف بعد نتائج التحقيق فيها، لتتحوّل إلى ذكرى سنوية نحييها بالدموع وسرد الأوجاع والآلام التي خلّفتها ومازالت تسكن قلوب أولياء دم الشهداء وقلوب اليمنيين جميعاً، عام مضى على هذه الجريمة الإرهابية التي ارتكبتها فرق الموت ومازالت نتائج التحقيقات مخفية في أدراج ورفوف اللجنة التي شكّلت للتوصل إلى الحقيقة والقصاص من المخطّطين والمموّلين لها من أمراء الإرهاب وتجار الدم والعدم، ولم يتم تشكيلها لطمس وإخفاء الحقيقة. ليست مجزرة مستشفى مجمّع الدفاع وحدها من أخفيت تحقيقاتها وضاعت حقيقتها، وإنما هناك الكثير من الجرائم والمجازر الإرهابية التي حدثت قبلها أو بعدها لاقت نفس المصير، لتُقيّد في النهاية ضد مجهول..!!. هل ستتحوّل كل الجرائم والمجازر التي ارتكبت في أمانة العاصمة وكل المدن اليمنية إلى ذكرى سنوية يتم إحياؤها بالدموع والبكاء على الأطلال.؟!. لجان تحقيق على مستوى رفيع شُكّلت للتحقيق في الجرائم الإرهابية وعمليات الاغتيالات التي طالت قادة عسكريين وأمنيين وشخصيات سياسية وأكاديمية ومواطنين، ولم يتم الكشف عن نتائج التحقيق في جريمة واحدة من تلك الجرائم. فما الهدف الحقيقي من وراء تشكيل تلك اللجان إن لم يكن إظهار الحقيقة وإعلانها على الملأ لينام الشهداء مطمئنين في قبورهم وتسكن الطمأنينة قلوب أوليائهم بعد أن يتم أخذ القصاص من القتلة والمخطّطين والمموّلين لتلك الجرائم..؟!. أمراء الإرهاب وتجّار الحروب وسدنة القتل الذين حرّضوا أو خطّطوا لتلك الجرائم مازالوا طلقاء، ونرى أفعالهم الشنعاء تتواصل في أكثر من منطقة ومكان وعلى مرأى ومسمع من الدولة والحكومة والناس أجمعين، فحتى متى تبقى دماء اليمنيين مباحة ومستباحة من قبل هؤلاء، وإن لم تتولَّ الدولة أخذ القصاص من هؤلاء وتطهير اليمن وتنقيتها من هذه الآفة التي اتسع وامتد شرّها وأصبحت تمثّل خطراً حقيقياً على اليمن واليمنيين؛ فمن سيتولّى ذلك..؟!. من حق أولياء الشهداء ومن حق اليمنيين معرفة ما توصّلت إليه لجان التحقيق من نتائج؛ لكن أن تتحوّل دماء الشهداء إلى ذكرى للاحتفاء بها كل عام فيما القتلة طلقاء ويخطّطون وينفّذون للمزيد من جرائمهم الإرهابية البشعة؛ فذلك ما لا يمكن القبول به. إن إخفاء الحقائق حول تلك الجرائم؛ ساعد على نمو الإرهاب كما فتح شهية الإرهابيين أكثر لارتكاب المزيد من الجرائم بحق اليمن واليمنيين، فإلى متى سنظل نقابل أفعال الإرهاب والإرهابيين بدم بارد دون أن تقودنا الدماء الزكية والطاهرة إلى القصاص من قتلتهم..؟!. [email protected]