نحن لا نقبل الهزيمة.. جملة تعبَّر عن خوف وهزيمة عميقة ..من أبشع صور الهزائم استشعار الهزيمة في لحظة الانتصار, الخوف على الانتصار هزيمة.. الغرور بالنصر هزيمة قاتلة .. لايوجد بشر مهما كانت قوته لا يقبل الهزيمة ...الأيام دول وكرّ وفر ، فلا أحد يحشر نفسه بأنه لايهزم وخارج السنن، عندها يفقد بوصلة الصواب ويحفر قبره بيده ..ولا يستوعب الهزيمة ودائرة الأيام عندما تدور، والأدهى أنه لا يستغل انتصاره أو فرصته لعمل شيء جميل يكون بمثابة زهرة على قبره. في العالم مسألة الانتصار والهزيمة على مستوى الوطن انتهت والمعارك الصفرية بين الناس هناك لم تعد ممكنة، لأن الجنون خرج من ديارهم واستوطن الأرض العربية .. ما ذا يعني انتصار حاكم أو من يلهث بعد الحكم على أنقاض آلاف الجماجم بل أحياناً مئات الآلاف لا فرق «من قتل نفساً فكأنما قتل الناس جميعاً».. في شرع إسلامنا الذي يتبرأ منا ومن جرائمنا التي تنتصر لشريعة قابيل ضد هابيل للموت ضد الحياة؟. ماذا يعني أن تكون مسؤولاً في بلد ِخربته بيدك .. لو أن إسرائيل مكثت مائة عام تحارب لما صنعت بالشعوب العربية ما صنعه العرب وهم يتصارعون على حكم، ليحكموا في النهاية قبوراً وأشباحاً من الجوعى والمشوهين، بينما العالم يحكم مدناً وحياة ثم يتحدث البعض بأنهم انتصروا وأنهم لا يهزمون مع أن المعركة العبثية ستنهيهم كما أنهوا هم إخوانهم. نظرة للأقطار العربية ستجعل القلب يقطر دماً وهو يرى الناس تتقاتل على الخراب والخرائب منتشية بالدم وتدمير الأوطان، بينما يتسابق العالم على التنمية والاكتشافات العلمية وتوفير حياة كريمة . لم يعد السلاح وسيلة حكم ولا وسيلة خطاب، لقد بدأت الإنسانية هناك تزهر كرامة وحرية، بينما ننتكس نحن مدفوعين بالاحقاد والعصبية وكل أمراض الإنسانية المتعفنة .. من ينتصر، هو من ينجح في زراعة السنابل للجوعى وتوفير العمل للعاطلين والأمان للناس.. من ينتصر هومن ينشر السلام وينتصر على الحرب والموت.. من ينتصر هو من يوفر كرامة للضعيف قبل القوي، من ينتصر هو من يعمل لكي يتخلص العرب من لعنة الحرب وإشكالية الاستبداد اللعينة. [email protected] رابط المقال على فيس بوك رابط المقال على تويتر