للبرد المختلط بعاصفة الرياح رهبة تجعلنا نرتعد داخل بيوتنا من شدّة برودتها ورهبة صوتها الذي ينعكس على النوافذ وكأنه يرغب في تحطيمها؛ فكيف سيكون وقع هذه الرياح الباردة على الفقراء والمعوزّين ومن لا يجدون المأوى..؟!. تعيد إلى نفوسنا بعض الأمل تلك المبادرات أو المشاريع الخيرية التي يقوم بها بعض الشباب مثل حملة «دفء» ينفذها مجموعة من الشباب بقيادة الشاب عصام عبدالحميد البتراء والمشروع الخيري «أنا بردان» لعدد من الشباب من بينهم الأستاذ سمير اسماعيل؛ يبحثون عن الفقراء ويزوّدونهم بالبطانيات التي تقيهم شيئاً من برودة الطقس، وتنسيهم شيئاً من برد الحياة عندما ينسونها بالخلود إلى النوم. بعد منتصف الليل يتجوّل شباب حملة «دفء» في الشوارع للبحث عمن يتوسّدون الأرصفة ليضعوا على أجسادهم قطعة من الصوف تقيهم شيئاً من برودة الطقس، وتلملم أشلاءهم المرتجفة، وأصابعهم المرتعشة، وقلوبهم الخائفة. كم من الفقراء ينامون بعفّة في منازلهم وغطاؤهم الهم والوجع، ويأتي أحدهم من مشروع «أنا بردان» ليطرق عليهم بابهم مادّاً يده بقطعة صوف إليهم ليدفئ قلوبهم بالفرح قبل أجسادهم؛ لأن هناك من يشعر بهم. يا إلهي.. لن تقوم لنا قائمة مالم نتكافل ونشعر ببعضنا، بالكلمة، بالعون اليسير من المال، بقطعة قماش تستر جسد المعوز والفقير، بقطعة صوف تدفئهم من برد الشتاء. الجميل هو أن مثل هذه الحملات ترافقها تغطية إعلامية - في شبكة التواصل الاجتماعي نشاهدها يومياً - ليس من أجل التباهي بما تعمل، ولكن من أجل النشر والمعرفة وجلب المزيد من التكافل، والمزيد من الإخاء والمزيد من المصداقية، وليصل صوت المبادرات لمن يستطيع أن يعطي ولكنه لا يعلم من الذي يحتاج إلى العطاء أو كيف يوصل عطاءه. شباب تعز؛ ما أجملكم وأنتم ترسمون بأعمالكم لوحات الحياة لمزيد من الحب والتعايش، وتدحرون القهر من أجساد المعوزّين والفقراء والمختلّين عقلياً في المنازل والشوارع والأزقّة، في ضوء النهار وفي أنصاف الليالي الباردة، ستظلّون شباباً تحملون الخير لمدينة الحب والتعايش “تعز” ستظلون الأمل بأعمالكم وأسمائكم وتوصيفاتكم، لا أعرف الجميع ولكن لا أقول لكم إلا انكم تحملون خيراً كبيراً وقلوباً دافئة بالحب، شكراً لكم جميعاً أينما كنتم، وبارك الله جهودكم أيها الأنقياء. [email protected] رابط المقال على فيس بوك رابط المقال على تويتر