مشكلتنا في اليمن هي أننا نتفاعل مع كل المناسبات التي يحتفل بها العالم كل عام مثل اليوم العالمي للبيئة، اليوم العالمي لمحو الأمية، وهناك الكثير من المناسبات والتي نحتفل فيها مع بقية دول العالم؛ إلا أن مشكلتنا تكمن في أننا نحتفل من أجل الاحتفال فقط وليس من أجل أن نجعل من هذه الاحتفالات السنوية لمختلف المناسبات محطة وقوف ومراجعة والاستفادة من أجل أن نفعّل تلك المناسبات في واقع حياتنا والاستفادة مما وصل إليه الآخرون في تلك المناسبات من معالجات. فمشكلتنا أن نحتفل وننسى مسؤوليتنا إزاءها في اليوم التالي من الاحتفال بها، وأصبحنا كما يقول المثل اليمني: «معاهم معاهم، عليهم عليهم» لكن أن نستفيد ونأخذ العبر فهذا لا يهمنا، والحقيقة التي نجهلها أو نتجاهلها هي أن أي احتفال بأية مناسبة يجب أن تكون مصدر إلهام لنا للانتقال إلى الأفضل من خلال مراجعتنا للماضي والبحث والاستفادة في المستقبل. فالكثير من دول العالم عندما تحتفل بأي مناسبة من المناسبات المشتركة عالمياً؛ فهي تعمل من أجل أن تتجاوز العقبات التي تقف أمام تحقيق أي نجاح لحل أية مشكلة تقف أمامها من خلال الأبحاث والدراسات التي تقوم بها المراكز البحثية المتخصّصة، أما نحن فلم نكلّف أنفسنا أي جهد يُذكر للخروج من أي مشكلة يعاني منها المجتمع سواء أكانت صحية أم سكانية أو بيئية إلى غير ذلك من المشكلات التي تعانيها المجتمعات، وهي مشاكل عالمية لا حدود لها. وفي هذه العجالة سوف أتحدّث عن مشكلة أصبحت تؤرق مجتمعنا اليمني لخطورتها في الحاضر والمستقبل؛ هذه المشكلة التي نحتفل بها سنوياً مع كافة دول العالم وهي المشكلة السكانية أو ما تسمّى «اليوم العالمي للسكان» والحقيقة هي أن بلادنا تحتفل بهذه المناسبة وتُقام بعض الفعاليات كالحفل الخطابي والندوات وتسخير الإعلام المقروء والمسموع والمنظور لهذه المناسبة وإبراز أخطائها ومساوئها على مختلف الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغير ذلك من الخدمات التي لا يستغني عنها المجتمع. إلا أن كل ذلك يتوقف في اليوم التالي وكأننا قد أدّينا ما علينا؛ وهذا هو القصور بعينه، فالمشكلة السكانية من المشاكل الخطيرة التي تهدّد أمن وسلامة المجتمع، وأعتبرها هنا مشكلة يومية وتتنامى يوماً بعد يوم من خلال الإنجاب المتسارع والذي لا حدود له. وقد أثبتت التقارير التي تصدرها الهيئات المعنية بشؤون السكان سواء كانت محلية أم دولية أن اليمن تعتبر الأعلى نموّاً في السكان قياساً بموارد البلاد الشحيحة والتي لا يمكن أن تلبّي حاجة خمسين في المئة من السكان وتحديداً حاجاتهم إلى الخدمات التعليمية والصحية وفرص العمل والسكن الصحي وحتى الغذاء، وهناك قصور تتحمّله الدولة وغيرها من المكوّنات المهتمة بشؤون السكان. فالمشكلة لا يمكن حلّها بالاحتفال يوماً واحداً في العام؛ فذلك لا يحل المشكلة، وهنا لابد من أن تجنّد الدولة جهودها من أجل التقليل من عمليات الإنجاب من خلال إكساب المجتمع الوعي الذي يمكنه من معرفة خطورة المشكلة وتتمثّل الجهود في إطلاق حملات توعية يقوم بها خطباء المساجد في الأماكن العامة والمناطق الفقيرة ذات الكثافة السكانية العالية بالإضافة إلى المدارس وكذا تسخير مختلف وسائل الإعلام من خلال البرامج التوعوية. والمشكلة السكانية في اليمن هي من أخطر المشاكل على الإطلاق؛ وهي القنبلة الموقوتة في المستقبل القريب؛ لأن قدرات البلد الاقتصادية والأمنية والخدمية لا تمكنها من مواجهة مثل هذا السيل من المواليد..!!. رابط المقال على فيس بوك رابط المقال على تويتر