اختفت عدّة قاطرات محمّلة بمواد كيمائية خاصة بتصنيع المتفجرات من جمرك البقع بالتزامن مع إلقاء القبض على قاطرات أخرى قادمة كلها من خارج الحدود كما ذكر المصدر المسؤول الذي وصف ما حدث بأنه يكتنفه الغموض، وكلمة «غموض» قد تفسّر عدّة تفسيرات أولها أن جهة أو شخصية نافذة قد استطاعت الحصول على إذن أو موافقة من جهة مختصة عليا أو أدنى من ذلك بتحريك القاطرات إلى خارج ساحة الجمرك انتظاراً للأمر بالإفراج عنها دون أية عرقلة ثم لاذت بالفرار في جنح الظلام أو في ضوء الشمس..!!. والذين قرأوا هذا الخبر لا يستبعدون أن يكون الفاعل سواء فرد أم جماعة واحداً من أولئك الذين كانوا يصدرون الأوامر من مكاتبهم الرفيعة إلى سلطات الجمارك في البقع أو حرض أو المخا أو الحديدة أو عدن أو في مكتب جمارك في عموم المحافظات بإخلاء سبيل شحنات من البضائع المحظورة أو المجهولة المصدر أو التي لا توجد لها بيانات استيراد؛ ومعاقبة الموظفين الذين رفضوا الرشوات المعروضة عليهم من السائقين المصحوبة بالتهديد والتحدّي من أنها ستخرج في النهاية دون أي رسوم أمام أعينهم، وعليهم عض أصابع الندم على ما فرّطوا به من الرشوة، وقد أكد عدد من الموظفين أن المهرّبين خيّروهم بين قبول ما تيسّر والاحتفاظ بماء الوجه أو يُحرمون منها ومن الترقيات؛ بل ويعرضون أنفسهم إلى الفصل من الوظيفة في العهد السابق؛ وكان بعض المهرّبين يتفاخرون بأنهم يسلكون عدة طرق البعيدة عن أعين قوات مكافحة التهريب ولكنهم يؤثرون اتباع الطرق القانونية وبطريقتهم..!!. كان يحدث في العهد السابق أن المهرّبين على مختلف مستوياتهم الوظيفية أو بالأجر اليومي أو بالنسبة المئوية من ثمن البضاعة الخفيفة الوزن الغالية الثمن كالمخدّرات الخطيرة والكيمائية الداخلة في الزراعة ومكافحة الآفات الزراعية؛ وهي أشد من تلك المعروفة والمتداولة في الأسواق خاصة الخلفية أو أسواق الظل حسب تعبيرهم أو تعريفهم لها تجارياً أن يقتل أو يُصاب أو يُختطف أي موظف أو مسؤول يتحدّى المسؤول الآخر الضالع في التهريب، وكان كل حرام وغريب يحدث أمام أعين الفضوليين كما كانوا يسمّونهم أو الحاسدين، والأمثلة على ذلك كثيرة منها أن أحد أصحاب معامل الألمنيوم حصل على كمية من الفوارغ الغالية التي أفرغت منها مواد كيمائية شديدة الخطورة والضرر كانت مدفونة تحت أرض مخازن في الحوبان فاحت روائحها الكريهة لسنوات قبل أن تفرّغ إلى براميل أخرى في طريقها لإعادة شحنها إلى بلد المنشأ رغم التحذيرات من خطورة صهرها أي الأوعية والبراميل المعدنية وصناعة الأدوات المنزلية منها، ومضت الأمور في طريقها لصالح صاحب المعمل.. رابط المقال على فيس بوك رابط المقال على تويتر