الإرهاب والإجرام الذي أودى بحياة طالبات المدارس في رداع بمحافظة البيضاء ترك أثراً بالغاً في القلوب والعقول وأعطى رسالة مفادها أن الإرهاب والإجرام لايعرف ديناً ولا لغة ولا قيماً ولا يميز بين صغير ولا كبير على الإطلاق, لأنه فعل إجرامي لايعرف غير القتل والتدمير الذي يهلك الحرث والنسل ويعيث في الأرض فساداً, الأمر الذي ينبغي معه الوقوف بجدية مطلقة أمام هذا الخطر الداهم من أجل حماية الحياة وحراسة الحرمات والدماء والأعراض والأموال من هذه الاستباحة الفاجرة. إن المشهد المأساوي الذي خلفه ذلك الحادث الإجرامي الإرهابي قد رسم صورة مفزعة ومرعبة لهول الإجرام والإرهاب الذي تجاوز كل الحدود الشرعية والأعراف الانسانية وحتم على الانسانية كافة الوقوف في وجه الفجور والإرهاب الذي فتك بالأطفال وقضى على المستقبل وحول الحياة إلى جحيم لايطاق, وبات المشهد اليومي لدى الآباء والأمهات حالة من الخوف والقلق والرعب على فلذات أكبادهم, ولكم أن تتصوروا الحالة المأساوية لأسر الضحايا الذين فقدوا في هذا الحادث الإجرامي الإرهابي الغادر الذي أدمى القلوب. إن الإرهاب والإجرام الذي دخل اليمن لايمكن أن يكون له صلة بالإنسان اليمني الذي وصفه الله سبحانه وتعالى بالطيب والرحمة ووصف أهل اليمن بأنهم أولو الألباب وأصحاب العلم والمعرفة, كما وصفهم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بأنهم ألين قلوباً وأرق أفئدة وأن الإيمان يمان والحكمة والفقه يماني, أو كما قال صلى الله عليه وسلم, ولذلك فالإرهاب صناعة أجنبية لاصلة لها بالإسلام عقيدة وشريعة ولا صلة لأبناء اليمن بهذه الآفة, وعلى العالم أن يدرك تمام الإدراك بأن اليمنيين أهل صناع حضارة ودعاة سلام ولايقبلون بآفة الإرهاب الدخيلة عليهم التي فتكت بحياتهم ودمرت مقدراتهم. إن على العالم أن يبحث عن مصدر الإرهاب ومنبعه الحقيقي الذي ربى هذا الإرهاب وسلطه على الوطن العربي وألصق التهمة بالإسلام والمسلمين وسيجد إن كان منصفاً أن الإسلام والمسلمين عموماً واليمنيين خصوصاً لاعلاقة لهم بهذه الآفة, بل إن اليمنيين أول من واجه الإرهاب وذاق مرارته, وعلى كل الخيرين أن يدركوا بأن الإرهاب من أدوات القوى الخارجية التي تريد فرض الهيمنة والسيطرة على مقدرات وخيرات اليمن, وينبغي على اليمنيين كافة التصدي لهذه الآفة حماية للدين والوطن بإذن الله. رابط المقال على فيس بوك رابط المقال على تويتر