من نذر نفسه للتصفيات الحقدية والموت الرخيص فلا حزن عليه ، لكن المؤلم هو مانراه من موت يومي للأبرياء والغافلين عن حقيقة الدمار . كل كارثة نرى ونسمع عن موت الذين لا علاقة لهم بالكارثة .. ولا ذنب لهم إلا خروجهم من بيوتهم لطلب العيش الكريم .. ولا إثم عليهم سوى أنهم ارتضو التعايش في وطن واحد مع القتلة ، وقبلوا أن يعم الشر عليهم دون أن يعلنوا براءتهم من الأوغاد الذين كانوا وما زالوا يعبثون بهذا الوطن المغلوب على أمره . فمن سيقوم على تعويض أهالي الضحايا الأبرياء ؟ ولماذا يموتون أصلا لولا اختيار القتلة لهم مسرحا للنكال ودرعا للحتوف ، ومنجنيقا للوصول لمبتغاهم كأبشع ما يكون ..! إن ما يحدث يؤصل الخوف في نفوس الجميع ، ويزرع الحذر الدائم في قلوب الكادحين الذين لا يرجون سوى الحياة بأمان كأقل حق لهم أمام هذا العدوان اليومي الذي يتخطفهم واحدا تلو الآخر ، ويحصد ما تبقى من براءة أحلامهم ومواعيد أفولهم إلى بيوتهم المسكونة بالأمل رغم الأوجاع الكبيرة . [email protected] رابط المقال على فيس بوك رابط المقال على تويتر