ما الذي يجعل القارئ والمشاهد يعزفان عن الثقة بمطبوعة مّا .. وقناة ما .. وموقع ما ؟ في ظل هذا التكاثر والتصاعد إلى مالا إحصاء عددي .. وما لا نهاية من الشعوذة الإعلامية والانفلات الفضائيّ إن جاز لي التعبير . القارئ الحصيف لا تفوته العثرة الإملائية أو المطبعية .. فكيف ستفلت من عيون قلبه ورأسه أخطاء إنسانية بحجم الدجل الخبري .. والدس الرخيص بإثارة الهمجيّة الرعناء تحت أيّة مسمّيات دينية أو فكريّة أو بوهيمية تحررية كما يزعم القطعان الجدد من حداثييّ « شيلني وأشيلك » . والمشاهد المستيقظ لا تنطلي عليه فبركات الميديا وخفّة أيادي لصوص الفضاء المرئيّ والمسموع .. مهما اجتهد بائعو الإشاعات واللبن المسكوب على قارعة الفطام المجتمعي المسكون بالحيرة الوقتيّة والفهم النخبويّ البطيء . لهذا لا أعتقد أنّ رأس المال سيجازف بكشف أوراقه الصفراء في سوق الإعلام بأشكاله المتنوعة وذلك لحسابات الخسارة قبل الربح .. في حين من الممكن جداً أن يتقدّم الساسة لوغى الحروب الإعلامية المتناقضة كما لو أنهم يتقدمون لوجبة عشاء بحفلةٍ ماجنة لا تُراعي سوى مدى أهميّة الفريسة القادمة واستثمارها مادياً ومعنوياً وفق استراتيجية « أنا ومن بعدي الطوفان ». [email protected] رابط المقال على الفيس بوك