لم تكد تمضي دقائق وقبل أن يجفّ حبر التوقيع على وثيقة حلّ القضية الجنوبية وتفويض رئيس الجمهورية باختيار لجنة حسم مسألة الأقاليم .. حتى انتشرت التحاليل العجيبة الغريبة بالمواقع الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي ما بين مؤيدة ومعارضة. وأكاد أجزم ألا أحد منهم قرأ نصّ الوثيقة كاملاً وراجعها بتمحيص وعقلانية وتأمل وتفكير في أبعادها سواء كانت سلبية أو إيجابية. ومثل هذا التزلّف وذاك الاحتقان لا يخدم اليمن بشيء ..بل يؤكّد أن غالبية الإعلام في اليمن يعيش ما بين غباء التمجيد وخبث النوايا وأصبح المواطن القارىء والمستمع والمشاهد في وضع المندفع والمستغرب والمتحفّز قبل أن يكتشف أنه يعيش مرحلة تغييب عن الحقيقة المصفّدة في دهاليز الصحافة والإعلام الممنهج بشقيه السلبيّ والإيجابيّ. [email protected]