مللت الكتابة السردية المتخمة بكل المفردات.. سواءً تلك التي تترجى خيراً.. أو تلك التي تتأبّى على المؤذيات أو تنقد أية ظاهرة في مجتمعنا. واخترت هذا الأسبوع أن أكتب بطريقة لا أقول مبتكرة ولكنها تحمل معنى تشاركياً.. أي أنني أبدأ بالكتابة عن أي مشكل ثم أترك فراغاً يملأه القارئ بما يريد وبما يراه وبما يعتقده وبما يظنه. مثلاً كم كتبنا عن الفساد.. وكم شتمناه.. وكم.. وكم.. وكم ..إلخ...؟ ولذلك أقول: الفساد: غول بغيض جثم على صدورنا ردحاً من الزمن ولا تزال له كلمته.. والجميع يشكو منه.. والجميع يئن من وطأته.. والجميع يطالب برفع أذاه.. والجميع يتنصل منه..! هل للفساد أب؟ ماذا لو طلبت من القرّاء أن ينقدوه وأن يساهموا معي في الشكوى منه. الفساد......... الخلل الإداري: يُقال أن نصف خريجينا من الجامعات دكاترة وبروفسورات في الإدارة ولدينا أكثر من عشرين معهد تدريب على حسن الإدارة.. ولكن فيها ما فيها، فيما اليمن الأولى عالميا في خللها الإداري دون منازع. ترى كيف ترون الخلل الإداري؟ الخلل الإداري:......... الأقلام المنفلتة: يتندّر كثيرون بأن اليمن هي: بلد المليون شهيد وبلد المليون عقيد وبلد المليون بليد وبلد المليون مطب، وأنا أضيف وأقول: اليمن بلد المليون قلم منفلت من كل شيء إلا من الصدق والتعامل مع الحقيقة حتى أكّد حريصون أن سبب بلائنا ومصائبنا هو الأقلام المنفلتة التي لا تخدم مبدأ ولا تبقي ثابتاً ولا تقر بأخلاقيات المهنة والكتابة. ترى ما الذي أضافته هذه الأقلام؟ وما الذي قدمته للبلد من خير ومن شر؟ أترك للقارئ الحديث عن ذلك. الأقلام المنفلتة:............ من الملوم؟ الوطن يحتاج إلى تضافر الجميع والتفافهم حوله ولكن من مطلع فجر كل يوم حتماً إلى آخر كل ليل ونحن نجلد وطننا بخطاب سياسي وإعلامي واجتماعي وثقافي يبجل الوطن ويدعو إلى تضافر جهود الجميع لبناء الوطن بينما وطننا مخروم.. مخروب.. منهك..متهالك.. وسكاكين الابتزاز والغدر والفساد والإفساد تنهش في جسده المطعون فمن ذا الملوم؟ ومن الجاني؟ فهل لي أن أسأل القراء: من ترون الملوم عن تخريب الوطن ونسف آماله؟ من الملوم؟: وسأكون ممتناً لو وصلتني بعض الإجابات على أسئلتي من القراء الأعزاء. وأختم بهذه التناولة من يوميات الدكتور عبدالعزيز المقالح أمد الله في عمره والتي نشرت الثلاثاء الماضي تحت عنوان: كلام عن الصين للاعتبار بما جاء فيها وكيف تكون أوضاع الشعوب حينما تكون إرادتها حاضرة: الصين في وضعها الراهن دائنة لا مدينة، ومصدرة للضروريات والكماليات لا مستوردة وهي في السوق الدولية تنافس العالم بأسره. ولم تكن كذلك قبل ثلاثة أو أربعة عقود من الزمن، وكانت هناك أقطار عربية وغير عربية تتقدمها في الرخاء الاقتصادي، لكن هذه الأقطار انحدرت في حين ارتقت الصين وصعدت وما تزال تواصل صعودها المدهش، والسبب –كما سبقت الإشارة وكما يجب أن نكرر ونقول- يعود إلى تماسك أبنائها وإلى اعتزازهم المطلق بالصين وحرصهم جميعاً على أن تكون في المقدمة ليكونوا هم أبناؤها في المقدمة أيضاً. فالأوطان ليست التراب والماء والشجر وإنما هي البشر بكل ما يقومون به من عمل دؤوب وإنتاج متواصل ومتابعة لآفاق التطور والتغيير، ولو كانت هناك عقول عند العرب، وعند بقية الدول المسماة بالنامية والمنتسبة إلى العالم الثالث لكان لها من هذا النموذج قدوة وعبرة. ولذابت الخلافات بين أبنائها مهما بلغت ولتحولت إلى قوة دافعة للخروج من متاهة التخلف وتداعياته). [email protected] رابط المقال على فيس بوك رابط المقال على تويتر