كثيرة هي الأشياء والمواقف التي أساءت وبصورة متعمدة إلى الإسلام.. هذا الدين القيّم والذي عُرف بين سائر الأديان بنهج المحبة والتسامح, والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , والعدل والمساواة, والتراحم والترابط بين الناس , والتكاتف والتعاون على فعل الخير. ربما تكون الأمة الإسلامية قد وصلت إلى وضع انهار فيه جزء كبير من أخلاقياتهم الإسلامية لكنهم لم يسعوا قط إلى تشويه ما يدركون بأنه دستور حياتهم الحقيقي “الإسلام” حتى وإن برز منهم تقصير كبير إزاء العديد من واجباته. وبالرغم من أن هذا الدين القيم كان قد ظهر برسالته السماوية على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم في عالم يمكن وصفه ب«المضطرب» فكرياً وروحياً حيث كانت البشرية فيه لا تعرف شيئاً عن نفسها لا تعرف من خلقها, ولماذا خُلقت , ولهذا استبعد أغلبهم أن يكون بشراً مثلهم والمقصود هنا – سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم. هو من سينير طريق حياتهم , وأن الخالق عز وجل قد اختاره ليكون رسولاً للهدى, ولكن وإلى جانب المعجزات السماوية والتي كانت في محل تأكيد لما جاء في الكتاب السماوي “القرآن الكريم” أيضاً كانت أخلاق المسلمين وفي مقدمتهم – الحبيب المصطفى، صلى الله عليه وسلم – كترجمة لأوامر الله سبحانه وتعالى – هي من حببت الناس إلى هذا الدين الذي اتسم بأخلاق وقيم غاية في النبل واليسر, والسماحة. و مما لا شك فيه هو أن أوامر الخالق عزّ وجل قد أوجبت علينا القتال والجهاد في سبيل الله, وفي سبيل الدعوة الإسلامية لمن كذّب بها ورسلها بعد أن فصلت له كل شيء في حياته. بمعنى شديد الوضوح إن الدعوة الإسلامية وطوال مسيرتها الهدائية لم تكن بطريقة “الترهيب” ولم يكن فيها حتى جزء بسيط من تداعيات الوقت الحاضر والذي تمثله مجاميع – تنظيم القاعدة, وأنصار الشريعة, وداعش, والدولة الإسلامية - والتي سيبقى الدين الإسلامي بريئاً من كل أفعالهم حتى قيام الساعة التي لا يعلم موعدها سوى الخالق عزوجل. مؤخراً تمكّن إرهابي من التسلل إلى أحد أحياء مدينة “سدني” حيث قام هناك باحتجاز خمسه مواطنين كرهائن لمجرد العبث, وتحت تهديد السلاح أمرهم برفع تلك الراية السوداء المكتوب عليها – الله أكبر , لا إله إلا الله محمد رسول الله التي عُرف واشتهر بها تنظيم القاعدة. هذه الرسالة كشفت عن عدة أهداف تكمن خلف توسّع وتوغّل هذا التنظيم في عموم بلدان الوطن العربي والإسلامي .. فإلي جانب مساعيه خلق حالة من الفوضى والاحتدام المسلّح في كل قطر إسلامي يصل إليه فهو أيضاً يهدف إلى إحداث شرخ عميق وسط قاعدة الدين الإسلامي, وذلك من خلال التشويه في كل سلوكياته وما يتميز بها من صفات وأخلاق , وهذا يجعلنا أكثر قرباً من الحقائق التي ليس فيها ما يدل على أن تلك العناصر مجرد ظاهرة يمكن اعتبار أصحابها – مختلّي التوزان - كون خطوات كل عملية تنفيذ دائماً ما تعري الأهداف المرجوة والتي تبدأ بالقضاء على الرابط الأقوى لهذه الأمة وهو «الإسلام» ليسهل عقبها القضاء على مجرد بشر بأرواح خاوية من العقيدة وممزقة تماماً.. فهل بتنا ندرك حجم العدو الحقيقي الكامن خلف اشتعال هذه النيران المتصاعدة؟. [email protected] رابط المقال على فيس بوك رابط المقال على تويتر